للعمامة عند العرب الأقدمين والمسلمين المعاصرين رمزية وتقدير للذي يعتمرها، إلا أن صاحب العمامة في لبنان حسن نصر الله، أساء لكل معتمري العمامة من أصحاب المرجعيات المذهبية، وإلى المشايخ العرب في القبائل العربية في إفريقيا وآسيا، وكل من يعتمر هذه العمامة للدلالة على العلم والرفعة.
حسن نصر الله يكذب ويكرر الكذبة حتى يصبح أسير تصديقها، وآخر أكاذيبه أن مليشياته الإرهابية التي أرسلت إلى سورية لقتل الشعب السوري لم يقتل منها سوى 250 عنصراً، فيما تجمع كل المصادر ومراكز الرصد في سوريا وغيرها بأن مليشيات حسن نصر الله فقدت أكثر من ألف إرهابي، إضافة إلى مئات المفقودين والأسرى لدى الكتائب القتالية السورية.
وإصرار حسن نصر الله على هذه الكذبة المفضوحة هو محاولة منه لمواجهة الغضب والامتعاض الذي أخذ ينتشر بين أبناء الطائفة الشيعية في جنوب لبنان، والضاحية الجنوبية وبعلبك، فبعد ورود جثامين أبنائهم من سوريا، والتي يحرص حسن نصر الله على أن ترسل في الليل، أخذ اللبنانيون يتساءلون عن جدوى إرسال أبنائهم إلى سوريا ليعودوا قتلى ويدفنون في الظلام...!!
إنها البداية فقط، هكذا يتداول سكان الضاحية الجنوبية وقرى الجنوب اللبناني، فالعوائل اللبنانية التي يجند أبناؤها في مليشيات حسن نصر الله بأساليب الترهيب تفوق أيام تجنيد أبناء الولايات العثمانية في زمن «السفرلك»؛ فالذي يعرفه جميع اللبنانيين أنه لا أحد يستطيع أن يرفض طلب مليشيات حسن نصر الله في المناطق التي يفرض سيطرته عليها، وهناك أساليب الترهيب المتنوعة تطال كل من يمتنع عن الذهاب في المجاميع الإرهابية، ومع أن البداية تكون تجنيد هؤلاء في استعراضات الحزب وتدريباته، إلا أن إرسال الأبناء إلى القتال في سوريا وإعادتهم جثثاً هامدة تدفن تحت جنح الظلام وضع لم يعد يحتمله الشيعة في لبنان، ولهذا فقد بادرت العديد من الشخصيات الشيعية في لبنان من المراجع الدينية الكبيرة المقام والعلم وكبار الساسة والمثقفين بنشر بيان يستنكرون ويعترضون على التدخل في الشأن السوري ويرفضون إرسال أبنائها إلى سوريا ليعودوا قتلى، ويرفضون توريط الطائفة في هذا المأزق الذي سيترك آثاراً مدمرة لعلاقة الشيعة عموماً بالشعب السوري والشعوب العربية، وبالطوائف اللبنانية الأخرى، الذين أصبحوا متأكدين بأن مليشيات حسن نصر الله تعمل لصالح نظام ملالي إيران الذي لا يحظى هو الآخر بتأييد الشعوب الإيرانية التي تعاني من أشد أصناف التعنت والقمع الذي يمارسه النظام بحق هذه الشعوب، وبالذات الشعب العربي في الأحواز رغم وجود نسبة كبيرة من الشيعة بينهم، وهو ما يكشف زيف ادعاء نظام طهران بأنه يدافع عن حقوق الشيعة العرب، فيما الحقيقة التي بانت للجميع أن نظام ملالي إيران يوظف الشيعة العرب كتروس في درع الدفاع عن نظام عنصري يسعى إلى إعادة أطماع عنصرية بالية.