أقل ما يمكن قوله عند مشاهدة معارك الكر والفر بين الطلاب وبالذات طالبات جامعات مصر، أن يردد المشاهد (حرام) ما يجري في مصر، فالذي يقود التظاهرات وأكثرها تجري داخل الجامعات حول أسوارها يعتقد أن طلاب الجامعات في مصر تحولوا إلى مليشيات فوضوية هدفها تدمير بلادهم.
أمام مشاهد الكر والفر ومطالب طلاب وطالبات جامعات مصر، أتذكر قولاً من عشرات السنين قال جدي -يرحمه الله- أثناء تذمري من عدم الاستجابة لإحدى طلباتي، قال الجد آنذاك: الطالب، طالب علم لا يحق له أن يطلب شيئاً غير العلم..!!
أين نحن من هذا؟! طلبة مصر وبالذات طالباتها، قمن بمهاجمة الكليات وقاعات الدرس واحتجاز الاستاذات والأساتذة وحرق أماكن إقامتهم، بل تمادت إحدى الطالبات وقامت بتجريد ضابط من ملابسه..!!
ما هذا؟! الطالبات الجامعيات في جامعة الأزهر حرقن محل إقامتهن، المكان الذي يأويهن ويقدم لهن من خلاله ثلاث وجبات ويحميهن من قساوة البرد وقساوة الصيف، ويوفر لهن العيش الكريم، وجلهن من المغتربات، والذي أنشئ بأموال المصريين من دافعي الضرائب، يحرق في لحظة طيش وجنون واستجابة لمحرضين ينعمون بالإقامة بالخارج في فنادق الخمس نجوم..!!
ما هذا يا طالبات مصر؟! وما هذا يا جامعيو مصر؟! إلى هذه الدرجة أمكن شراء ذممكم وخضعتم لما يقدم لكم من أموال لتدمير بلادكم؟!.
تمادي تخريب وفوضى الطلاب الجامعيين في مصر والتعامل الحكيم والحريص من قبل الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة يظهر الفارق الكبير في حرص المصريين الرسميين ممن يسمونهم بـ(الانقلابيين) على أبناء مصر، كان في مقدور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية أن يواجهوا تخريب وفوضى الطلبة بأسلوب مشابه لما فعله نظام بشار الأسد، إلا أن الأمن والجيش المصري والدولة المصرية لا تزال تمسك بـ(شعرة معاوية) ونخشى نحن وكل من يحب مصر أن يتمادى أعداء مصر القابعون في الخارج ويدفعون شباب مصر إلى حرق بلادهم بأيديهم وتدمير جامعاتها ومنشآتها العامة، عندها لا بد وأن تتدخل الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وقتها لن يساعدهم من يحرضهم من خارج مصر وسوف تتوقف الدفعات المالية التي بدلاً من أن ترسل لمصر لتعميرها وتشغيل مصانعها وإيجاد فرص لعمل الشباب، ترسل لتجنيد المخربين.
حمى الله مصر من كل من يسعى لتدميرها ونشر الفوضى في أرجائها.