لا شك أن الخذلان مؤلم.. فهو يكشف لك الحقيقة على حين غفلة وحسن نية.. حد الغفوة بأحضان الأمان والاستسلام للأحلام.. وربما تضع أسلحتك مطمئناً أنك بحماية صديق.. فإذا هو عدو وحاسد!
تلك اللحظة مصيرية وحاسمة.. قد تغير خارطة مشاعرك وبالتالي تصبح إنسانا آخر لم تقابله سابقاً.. لحظات ظالمة غير متكافئة الفرص بين مسلح وأعزل.. لكن رويدك ففي معمعة الوجع والفاجعة يمكن أن تغفل عن الأوفياء من حولك.. وتعمى بصيرتك ..وتدخل رغماً عنك صفوف الحمقى وتعمم خيانة “عارضة” على الجميع.. أو تتخذ موقفاً دفاعياً مسبقاً ضد الجميع.. لأنك مغمور تماماً داخل جرحك.
انتظر.. وفرق بين من يزرع الورد.. ومن يغرس الشوك في عينيك.. كيف تترك زمام أمرك لوضيع لا يسعه العيش بنبل وطهارة؟.. ولا يفهم معنى خسارة صديق!.. توقف عن جلد قلبك وصفع ذاكرتك كلما تقادمت الأحداث.. وفتش عن أحبابك.. واستجر بظلهم عن جحيم الخيبة والخوف.. انظر حولك واحتفظ بالثمين لحظة تساقط الرخيص وما خف ثقله.. لا تضيع وقتك.. وتستنزف نفسك في جرد مواجعك.. وتعداد خسائرك.. يكفي أن تكون بخير وحر لتتقدم.
عند التعثر تكون رؤيتك محدودة داخل حفرة.. لا ترى إلا الأقدام.. فهل تتركها تسحقك أم تسارع بالنهوض وتتخذ موقفاً.. فالعلاقات الإنسانية معقدة وبسيطة في ذات الوقت.. مكمن صعوبتها عند تماس المصالح الشخصية المرتبطة بالأنانية.. والتي قد تصحو في أي وقت وتهجر الإيثار رغم جمال البدايات.. واكتمالها كأنما هي أبدية الروعة.. أما بساطتها في معادلة واضحة.. أن تحاول قدر الإمكان أن تحفظ مشاعرك.. وعندما تفلت منك دعها تأخذ طريقها.. وتفهم استحالة كمال الآخر.. والأهم من هذا كله.. هل تعرف حقاً أسرار انجذابك للطرف الآخر؟.. لأنها أي تلك الأسرار نقاط ضعف حساسة قد تقتلك إن لم تفهمها وتعرف مداخلها وخارجها.. مثلما أن معرفة نقاط القوة مهمة لدفعك بقوة.. كذلك هي ثغرات في دفاعك.. لا تسمح لها أن تبقى مشرعة دون حماية.
وإن خلى الطريق من صديق.. فاعلم أنك من صفق الباب في وجه الجديد.. إما لوهم الاكتفاء.. أو متأبطاً خبرات سابقة باتت عقيدة مضنية.. آن لها أن تتغير وتظن بالآخرين ما تظنه بنفسك.