كشف نمر حماد، المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، محمود عباس أن الجانب الفلسطيني في مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلي قدم مقترحاً وصفه بالمرن بشأن وضع مدينة القدس المحتلة، يقضي بأن تنسحب إسرائيل من شطرها الشرقي ليكون عاصمة للدولة الفلسطينية على أن يديرها مجلس بلدي مركزي.. وأضاف المستشار حماد في تصريح لإذاعة صوت فلسطين «الاقتراح الفلسطيني يضمن احتفاظ إسرائيل بالشطر الغربي من مدينة القدس، على أن يدير كل شطر منها مجلس مركزي ثم مجلس أعلى للتنسيق لتكون مدينة موحدة.. وشدد مستشار الرئيس الفلسطيني على أن أي اقتراح إسرائيلي لا يتضمن الانسحاب من شرق القدس كجزء من الأرض الفلسطينية لا يمكن القبول به، وبالتالي لن يكون هناك اتفاق سلام.
من جهتها قالت وزيرة القضاء الإسرائيلية، رئيسة طاقم المفاوضات الإسرائيلي، تسيبي ليفني، للإذاعة الإسرائيلية: «إن تحذير وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إسرائيل من انتفاضة فلسطينية ثالثة، ومن العزلة الدولية والفوضى في حال فشل المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين نابع من أنه مهتم بمصلحة إسرائيل، وأن كيري مؤمن بأن اتفاق سلام مع الفلسطينيين هو أمر مصيري بالنسبة لإسرائيل وأمنها، وهو يحذر من أن الهدوء السائد اليوم هو هدوء مؤقت».
وحذر كيري إسرائيل من انتفاضة فلسطينية ثالثة، ومن العزلة الدولية والفوضى في حال فشل المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين وعدم تحقيق السلام المنتظر.
جاء ذلك في مقابلة مشتركة أجراها معه تلفزيون فلسطين والقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي.. ودعا كيري «الى حل مسألة المستوطنات وإنهاء الوجود الدائم للجنود إسرائيليين في الضفة الغربية، مؤكدا أن البديل عن العودة الى المفاوضات هو الفوضى.
وأضاف متسائلاً «هل تريد إسرائيل انتفاضة ثالثة؟»، معتبراً «إذا لم نجد طريقة لصنع السلام، ستكون هناك عزلة متزايدة لإسرائيل».
وكان كيري في جولة الى إسرائيل والضفة الغربية في إطار مساعيه لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين الى طاولة المفاوضات، بعدما هدد الفلسطينيون في وقت سابق هذا الأسبوع بالانسحاب من المحادثات بسبب استمرار الاستيطان الإسرائيلي.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، على أن البناء في المستوطنات يضع صعوبات أمام تقدم المفاوضات، وتساءل كيري خلال المقابلة «هل تريد إسرائيل انتفاضة ثالثة؟ فإذا لم نجد الطريق لصنع السلام ستتزايد عزلة إسرائيل وتتصاعد حملات نزع الشرعية عنها».وأضاف كيري أنه «إذا لم نحل هذا الأمر فإن العالم العربي والفلسطينيين سيبدؤون بدفع الأمور باتجاه آخر، والأمر الأخير الذي تريده إسرائيل هو العودة إلى العنف، ولذلك عليهم أن يوقفوا ذلك (الاستيطان) والتفكير بهذا الواقع.
وقال كيري: إن الإعلان عن بناء 5000 وحدة سكنية في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية «يبعث برسالة بأنك غير جدي حيال عملية السلام».
وعلى الجهة المقابلة، اعتبر وزير الجيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال موشيه يعالون أنه لا ينبغي التخوف من اندلاع انتفاضة ثالثة، وذلك في رد على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وحذر فيها من ذلك بحال عدم التقدم بالمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية.
وقال يعالون للإذاعة العامة الإسرائيلية: «إنه لا ينبغي التخوف من تهديدات بانتفاضة ثالثة»، معتبراً أنه «لا يوجد أي مؤشر في الجانب الفلسطيني يقود إلى تسوية.. ولذلك يبدو أننا لن نحل الصراع على أساس اعتقادنا وسيتم التوصل إلى حل مع مرور الوقت».
وكان وزير الخارجية الأمريكي قد انتقد إعلان إسرائيل عن أعمال بناء جديدة في المستوطنات في موازاة إطلاق سراح الدفعة الثانية من قُدامى الأسرى الفلسطينيين الأسبوع الماضي.
ونفى الوزير الأمريكي أقوال نتنياهو بأن تم الاتفاق على تنفيذ أعمال بناء جديدة في المستوطنات مقابل إطلاق سراح الأسرى، وقال إن الاتفاق كان إطلاق سراح أسرى مقابل تجميد الفلسطينيين توجههم إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها في الوقت الحالي.