أعلن اللواء توفيق الطيراوي، رئيس لجنة التحقيق الوطنية المكلفة بالتحقيق بظروف وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل الرئيس ياسر عرفات، أن المعطيات التي توافرت للجنة عقب تسلمها تقارير الفريقين الروسي والسويسري تشير إلى أن وفاة الزعيم (أبو عمار) لم تكن طبيعية بل نتيجة مادة سُمية. وأكد اللواء الطيراوي: فرنسا تعرف الحقيقة كاملة، وتعرف كل معطيات استشهاد الرئيس عرفات. وأضاف الطيراوي في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة «الجمعة» بمقر الرئاسة في مدينة رام الله بأن الدلائل والمعطيات كافة تؤكد أن (أبو عمار) لم يمت بسبب المرض أو تقدم السن، ولم يمت موتاً طبيعياً، وأن تطور الحالة المرضية للرئيس عرفات ناتج من مادة سُمية. واستطرد الطيراوي قائلاً: إن إسرائيل هي المتهم الأول والأساسي باغتيال الرئيس ياسر عرفات، وإن اللجنة ستواصل التحقيق للوصول إلى التفاصيل كافة وكل عناصر القضية.
وتابع اللواء توفيق الطيراوي بأن التحقيق مستمر منذ ثلاثة أعوام، وسيستمر، وأن نتائج تقارير الفريقين السويسري والروسي التي تسلمتها اللجنة ليست نهاية المطاف، وأن الأساس في التحقيق هو الوصول للمعطيات والتفاصيل كافة التي تكشف عن سؤال واحد فقط: كيف مات ياسر عرفات؟
وأضاف الطيرواي بأن النتائج قربتنا من إثبات صحة فرضياتنا حول اغتيال عرفات، وجاءت لتعزز ما توصل له التحقيق من قرائن وبينات بعد ثلاثة أعوام من العمل المهني الصامت، الذي يتحدى يومياً واقعنا وظروفنا المعقدة نتيجة الاحتلال.
وقال اللواء توفيق الطيراوي: «إنه على مدى الأعوام الماضية ضاقت كثيراً الحلقات، ولكن يجب أن نفهم جميعاً أننا لا يمكن أن نترك من قام بهذه الجريمة إلا أن يقدم للقضاء الدولي والمحلي عندما ننتهي من كشف الحقيقة كاملة». وسارعت دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد ساعات قليلة من نشر التقرير الخاص بأسباب وفاة عرفات، الذي أكد عملية تسميمه حتى الموت عبر مادة البولونيوم المشعة، إلى القول بأنها ليس لها أية علاقة بمقتله. وعقب «عنان غيسين» الناطق الإعلامي باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينها آريئيل شارون بالتأكيد على وجود قرار حكومي إسرائيلي يمنع المس بعرفات بأي شكل، مشيراً إلى أنه في حال صحت رواية التسميم فمن الممكن أن يكون أحد المقربين منه فعل بذلك، على حد تعبيره.