جودة وإتقان وسرعة تنفيذ استاد الملك عبد الله الدولي بجدة لا يمثِّل لنا حدثًا رياضيًّا سعيدًا ومنجزًا حضاريًّا نفخر به فحسب، وإنما يدفعنا إلى الإمعان به والاستفادة منه في بقية المنشآت الرياضيَّة، بل باتجاه سائر المشروعات الحكوميَّة في مختلف قطاعات ومناطق المملكة، الأهم من هذا من الضروري والمفيد أن نفهم لماذا نجحت أرامكو بينما الاخفاق من نصيب غيرها؟ وما الذي يمنع من أن تكون لدينا في تنفيذ مشروعاتنا أكثر من أرامكو؟
في ميزانيات السنوات الأخيرة هنالك اعتمادات ضخمة لمشروعات تنموية حيويَّة متنوعة شملت أرجاء الوطن، حرصت الدَّوْلة على إقرارها ولم تقصر في رصد المليارات لها كي تسهم في تفعيل وتطوير مسيرة البناء التنمية في المملكة، لكن معظمها عانى من إشكاليات عديدة تتعلّق بسوء التنفيذ تارة وتعثرها تارة أخرى، لدرجة أننا صرنا لا نثق بقدرة أية شركة أو مؤسسة على إنجازها في الوقت المحدّد، وبالمواصفات المطلوبة، الأمر الذي جعل شركة مثل أرامكو المتخصصة في البترول تتولى مسئولية المتابعة والإشراف على مشروع رياضي، مثلما تولت من قبل مشروع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في جدة..
حتى لا تتعطل الكثير من المشروعات وينعكس تأثيرها السلبي على الوطن عمومًا، لا بُدَّ من دراسة ومعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ذلك، وصولاً إلى تنظيم واضح وإجراءات رقابية حازمة تنقذ المشروعات من مشكلاتها وسوء تنفيذها، لأنّه من غير المعقول ومن المستحيل أن تقوم أرامكو وحدها بهذه المهمة طيلة الوقت ولكل المشروعات، نعم من المهم على سبيل المثال التعرف على ظروف وأسباب عدم الانتهاء من زيادة مدرجات ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة رغم مضي أكثر من عامين على بداية العمل فيها، لأننا إذا لم نفعل ذلك وتركنا هذه وغيرها بلا محاسبة ولا إصلاح، فبالتأكيد سنكون على موعد مع المزيد المشروعات المتعثرة والمحكوم عليها بالفشل وهي لم تزل في طور الإنشاء..
الهروب إلى الأوهام
يتعب كثير ويورط نفسه أكثر خصوصًا في المجال الرياضي من يكابر أو ربَّما يعجز عن الاعتراف بالحقائق والأرقام سواء الخاصَّة به أو بمنافسيه وخصومه، علاج أو حل أية معضلة لا يتحقَّق بدفن الرؤوس في الرمال أو بالهروب من الواقع، تستطيع أن تفعل ذلك فترة من الزمن، أو أن تكذب وتضحك على نفسك وغيرك مرة أو مرات، لكنك في النهاية ستكون كمن يصحح الخطأ بارتكاب كارثة مدمرة أسوأ منه..
في وسطنا الرياضي هنالك حقائق لا تقبل الجدل والاختلاف في الرأي والأخذ والرد، ومع هذا يحاول البعض طمسها والتلاعب بها لأنّه يَرَى أنها تنتقص من قدره وتقلل من شأنه على الرغم من كونها أمرًا واقعًا لا مفر منه، وهو ما يجعل هذا الفريق أو ذاك يظل لسنوات طويلة أسير خوفه وهروبه من تقبل واقعه، استغرب وأتألم لمن يصر على تغيير الواقع وقلب الحقائق إرضاء لنزواته وإشباعًا لتعصبه، فما العيب بل قمة الرقي والحضارية أن تعترف بأن الهلال هو الأكثر شعبية، ومثله ماجد بالنسبة للنجوم؟ ولماذا يتهرب النصراويون من حقيقة أن وصولهم للعالميَّة جاء عن طريق الترشيح، ثمَّ التصويت، ولماذا يعدّونها مذمة لهم وبالتالي ينشغلون ويبذلون جهودًا واسعة لسنوات على حساب متطلبات وهموم وتطلعات النادي الرئيسة لمجرد إقناع الرأي العام بمسألة محسومة ليست ذات قيمة؟..
في كثير من دول العالِمَ لا يعانون من هذه العقدة المحبطة، لأنهم ببساطة لا يكابرون ويتفقون على أن هذا النادي هو الأكثر شعبية بموجب مبررات وأرقام وشواهد معروفة، وأن ذاك الأكثر إنجازات، يتطوّرون لأنهم لا يسمحون لعواطفهم بالقفز على واقعهم ولا التَغَلُّب على عقولهم..
من الآخر
· سكت اتحاد الكرة من قبل بما يشبه المباركة والتأييد على اتهامات لاعبي الهلال بالمنشطات وهم وقتها في مهمة مع المنتخب، وها هو الأمير ممدوح بن عبدالرحمن يكرّر التهمة ذاتها ويوجهها هذه المرة لنجم المنتخب سالم الدوسري أثناء معسكر الأخضر، فهل سيستمر الاتحاد بتهاونه ويقف متفرجًا عاجزًا عن حماية لاعبيه والدفاع عن حقوقهم، والأهم من ذلك إيقاف مثل هؤلاء المتطاولين على مشاعر وآدمية وكرامة البشر عند حدهم..؟
· إذا لم يتخذ اتحاد الكرة أيّ إجراء تجاه هذه الاتهامات وغيرها من البيانات والتصريحات الاستفزازية، ففي هذه الحالة سيضع نفسه أمام احتمالين لا ثالث لهما: أما أنّه يؤيدها، وأما أنّه أضعف من أن يتعامل معها بحزم وقوة ومسئولية!
· فوز النصر على الفيصلي ومواصلة صدارته رغم غياب أربعة من نجومه يثبت صحة ما ذكرته هنا الأسبوع الماضي عن أنّه يتميز هذا الموسم بتوفر البديل الجاهز في دكة احتياطه..
· بعض أعضاء شرف الهلال والمحسوبين عليه يسارعون مشكورين للوقوف في مواقف وأحداث معروفة مع منافسيهم أكثر من دفاعهم عن مصالح ناديهم ولاعبيهم..
· في دول الخليج يتمنون ربع ما لدينا من حضور جماهيري لزيادة امتاع المباريات وإبداع النقل التلفزيوني، بينما قناتنا الرياضيَّة تتعمَّد في لقاءات الهلال تهميش وإخفاء جماليَّة حشود جماهيره..
· انتهى مفعول المسكنات وعادت الحرب الإعلاميَّة ضد إدارة الاتحاد بعد أن ضحك المهندس عادل جمجوم على من أسماهم بالفلول والأذناب بشنه حملة على الهلال لصرف الأنظار عن الخماسية..!