صحيح أن التشكيل الجديد للاتحادات الرياضية المنتخبة بالنسبة لأعضائها خطوة مهمة لإنعاش وتطوير الألعاب السعودية, لكن الأصح يكمن في الإجابة عن السؤال الأهم: كيف ستعمل وتفكر وتخطط في ظل ما تعانيه من شح مالي مؤثر ومعيق لأية محاولة جادة أو رغبة أكيدة لفعل أي شيء إيجابي لهذا الاتحاد أو ذاك..؟
نخطئ كثيراً بحق هذه الاتحادات والرياضة السعودية، حاضرها ومستقبلها ومنسوبيها وجماهيرها والمهتمين بها، إذا توقفنا عند هذا الحد، وتركناها عاجزة تائهة هكذا بلا إمكانات ولا ميزانيات كافية, أو كنا نظن أن أمورها سوف تسير على خير ما يرام دون توفير ما تحتاج إليه من متطلبات مالية ضرورية لتنفيذ برامجها وأنشطتها ومسابقاتها ومشاركاتها الدولية، التي لم تعد الميزانيات الحالية التافهة تفي بالقليل من التزاماتها. سنكون كمن ينفخ في قربة مثقوبة إذا لم نبادر لعلاج الأزمة المالية للاتحادات ولرياضة وشباب الوطن عموماً..
الاعتماد على التضحيات والإسهامات والمبادرات الشخصية من رؤساء بعض الاتحادات، كما الفروسية وألعاب القوى وكرة اليد أيام عبدالرحمن الحلافي، ستكون مجرد مهدئات وحلول وقتية، لا تبني ولا تؤسس لرياضة قوية قادرة على المنافسة وتحقيق الإنجازات بما يتناسب مع مكانة وسمعة المملكة, وطموحات الجماهير السعودية. وفي تقديري، إن هنالك مسؤولية وطنية تقع على عاتق الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية، وأيضاً اتحاد الكرة، في عدم ترك ملف الأزمة المالية معلقاً عائماً, وضرورة حسمه والتفاهم حوله مع المقام السامي مباشرة, ومعرفة بالضبط لماذا تمتنع وزارة المالية عن إعطاء الرياضة (أندية واتحادات) ما تستحقه من دعم مالي, والتأكيد على أن عدم تمويلها يعني أنه لا فائدة ولا معنى من إهدار الوقت في عمل لا طائل منه غير التعب حد العبث؛ وبالتالي وضعها أمام الأمر الواقع، فإما أن تحقق مطالبها وإلا فإن الاستقالة الجماعية هي الحل الأجدى والأنسب حفاظاً على سمعتها، واحتراما لمسؤولياتها تجاه رياضة وشباب الوطن..
سامي.. كفاية فضائح!
أن تُشَنَّ حروبٌ على لاعب نجم في عز مجده وتألقه من جماهير وإعلام الفرق المنافسة لفريقه فهذا - وإن كان غير لائق - أمر يبدو متوقعاً، وقد نتفهم دوافعه ومبرراته بحكم الصراع التنافسي بين الأندية.. أما وقد استمرت وتصاعدت وتنوعت حتى بعد اعتزاله، ودون أن يرتكب ضد خصومه ما يستدعي ذلك، فهنا القضية غير. هذا - للأسف - ما حدث لسامي الجابر اللاعب، ويحدث له حالياً بوصفه مدرباً، وأيام ما كان إدارياً بل حتى وهو هناك في فرنسا. هل لأنه ينتمي للهلال؟ أم بسبب نجوميته اللافتة وتاريخه الحافل بالألقاب والإنجازات والنجاحات الشخصية ومع ناديه والمنتخب؟ ما الجريمة التي ارتكبها حتى يحارَب ويُساء إليه بهذا الشكل اللاإنساني واللا أخلاقي المؤذي المقزز؟
الموضوع لا علاقة له بحرية التعبير، ولا بنقد أدائه وأسلوب عمله وتصرفاته, ولا بمبدأ الاختلاف في الرأي, كما أنه لا يقتصر على فئة المشجعين وأعضاء الشرف المتعصبين أو الصحفيين المتهورين المتأزمين, وإنما شمل إعلاميين كباراً، بعضهم بعيد عن الشأن الرياضي, فضحوا أنفسهم, وتخلوا بسبب عدائهم لسامي عن مهنيتهم, ولطخوا سمعتهم وتاريخهم.. هي حالة هستيرية، أو ربما عدوانية، أو لعلها فوبيا من شيء اسمه سامي الجابر, تثبت بالمجمل حقيقة الواقع المأساوي لإعلام تشكله وتقوده وتتحكم به أهواء وأمزجة الجماهير، وليس العكس..
آراء مختصرة وعقلانية لسامي في دقائق معدودة جعلتكم تضطربون، تحتقنون، تخرجون عن طوركم.. اكبروا, اعقلوا, وكفاية فضائح..
جت الفكرة!
ما يمر به الاتحاد حالياً من تدهور فني وضياع إداري وإفلاس مالي هو أمرٌ توقعناه وذكرناه وحذرنا منه أثناء انشغال إدارة وإعلام الاتحاد في البحث عن أعذار ومبررات، هدفها الأول والأخير امتصاص غضب الجماهير من الخسارة القاسية من الهلال. ففي الوقت الذي أدرك فيه الجميع حينها أن الاتحاد في طريقه للمزيد من الغرق والمشكلات والأزمات على صعيد تجديد العقود وتسديد الديون المتنامية وفتح الملفات الصعبة, وبدلاً من العمل من أجل احتوائها ومعالجتها وإيجاد الحلول الممكنة والمناسبة لها, كانت إدارة الاتحاد، ومن خلفها ويؤيدها إعلامها المحتقن، منشغلين بصياغة وتوزيع بيانات الشجب والاستنكار والطعن والاتهام لاتحاد الكرة ولجانه وحكامه, وباختراع أوهام وتأليف قصص من خيال؛ للنيل من كل ما هو هلالي, وتشويه صورة انتصاره..
بسبب خماسية الهلال لم تهتم إدارة الاتحاد بمناقشة أسبابها الفنية والإدارية الحقيقية، وإنما كابرت و(طنشت)، ونست كل مشاكلها، واختزلتها، ورأت أن حلها سيتحقق بمجرد معاقبة الهلال, لدرجة أنها وإعلامها احتفلوا بقرار لجنة الانضباط ضد الهلال أكثر من أي إنجاز آخر؛ لذلك من الطبيعي أن تقف اليوم، وبعد أن تراكمت عليها الأزمات، عاجزة عن فعل أي شيء يحفظ ماء وجهها ويبرر وجودها. اليوم، وبعد فوات الأوان، يحق لكل مشجع اتحادي أن يقول لإدارته: صح النوم..
من الآخر
· إذا أردت أن تعرف سر تصدر النصر فانظر إلى كمية ونوعية نجومه على دكة احتياطه..
· ناس تملأ الشاشات والإذاعات ضجيجاً وتهريجاً، ولا طعم ولا رائحة ولا معنى لما يقولون, وناس يظهرون في السنة مرة لكن الكلمة الواحدة لهم تكفي لإسقاط عشرات الأقنعة وكشف الأمور والأقلام والمؤامرات على حقيقتها, والجابر سامي أنموذجاً..
· ذهب داوود الشريان بمشواره الإعلامي الطويل ضحية تعصبه وغروره وفوقيته وعدم احترامه لنفسه وعمره ومهنته.. إلا الحماقة أعيت من يداويها..!
· بالشواهد والوقائع والحقائق التي لا يتسع المجال لذكرها، وبالأسماء والأرقام, معظم المطبوعات والبرامج لا تميل لغير الهلال فحسب، بل تحاربه, وبعد هذا كله يقولون «الهلال نادي الإعلام»..