شددنا في بداية عمل اتحاد الكرة الحالي على أهمية إذا ما أراد أن ينجح في مهمته أن يكون قوياً منضبطاً في قراراته وفي تطبيق لوائحه, وفي التصدي لكل من تسوِّل له نفسه التلاعب به واستغلال ضعفه لتحقيق أهدافه, وخصوصاً أنه يستمد شرعيته وقوته من كونه منتخباً, الأمر الذي يساعده على أداء مهامه بعيداً عن أية نفوذ أو ضغوط أو تدخلات من هذا الطرف أو ذاك..
المتابع لما يجري ويتردد من جهات عديدة وفي مناسبات مختلفة يلحظ حجم التمادي والتطاول على الاتحاد ولجانه, حتى بلغ حد الاتهام المباشر للجان والطعن بنزاهة الحكام وكذلك التشكيك باختيارات مدرب المنتخب, الأسوأ من هذا أن الأمر لم يتوقف عند تصريحات انفعالية أو زلة لسان من لاعب أو مدرب أو إداري وإنما انتقل إلى بيانات رسمية لا تقبل التأويل أو الاجتهاد, فيها من التخوين والتجاهل وعدم الاعتراف بسلطة اتحاد الكرة الشيء الكثير..
مثل هذه التجاوزات ستؤثِّر على قوة واستقلالية اتحاد الكرة, وتعرقل خططه وأفكاره, وستفتح أبواباً لفوضى يصعب إيقافها والتعامل معها, كما تنعكس آثارها السلبية على أجهزة وكوادر اللجان واتحاده وكافة منسوبيه والمتعاملين معه, فعلى سبيل المثال ستكون مدمرة لحكم يسمع ويقرأ من يطعن بنزاهته بينما اللجنة وقبلها اتحاد الكرة لا يتحمَّل مسئولية حمايته والدفاع عنه وحفظ حقوقه, وقس على ذلك بقية اللجان, من هنا لا بد أن يبادر اتحاد الكرة لوضع حد لهذه الفوضى, وأن يتدارك نفسه باتخاذ قرارات وعقوبات بحق كل من يتجرأ عليه أو على لجانه أو أحد من أعضائه أو المنتسبين له من إداريين أو فنيين أو حكام..
العنصرية.. آفة أم فزاعة؟
جاء تصريح المحامي الدكتور عمر الخولي الذي أكَّد فيه أن هنالك أطرافاً اتحادية من الإدارة الحالية دفعت له رشوة لإسقاط الرئيس السابق اللواء محمد بن داخل لأسباب عنصرية باعتباره ليس من أبناء جدة, جاء هذا التصريح ليثبت صحة ما سبق أن قلناه وكررناه غير مرة, وليكشف للكثيرين المغرّر بهم أن إدارة الاتحاد لم تلجأ بعد لقاء الهلال إلى تصعيد أكذوبة العنصرية دفاعاً عن حقوق وكرامة الاتحاد وجماهيره وإنما لاستخدامها كشماعة لتبرير إخفاقها وخسارة فريقها الثقيلة من الهلال, كما أن كلام الخولي وهو المحامي والأستاذ الجامعي وليس مجرد مشجع في مدرج لا يتحمّل مسئولية ما يصدر منه فضح الإعلام المتباكي المتذاكي, ففي الوقت الذي رأينا فيه مطبوعات وقنوات وقد تفرَّغت تماماً ولأيام عديدة للشجب والاستنكار باتجاه قصة هي للخيال والابتكار أقرب, نجدها بعد تصريح د. الخولي تصمت وتتجاهل وكأن كلاماً خطيراً موثقاً صريحاً لا لبس فيه لم يكن..
كنت دائما أقول إن علاج آفة العنصرية أو أية ظاهرة أو أزمة أو مشكلة لا يكون بأطروحات عاطفية ومواقف انتقائية وقرارات متناقضة, وما حدث في الأسبوعين الأخيرين يؤكّد حقيقة هذا الأمر, إذاً لا يمكن أن تطالب بحماية نفسك من شرور الآخرين وأنت تمارس الشر نفسه, ولا تستطيع إقناع المتلقي بوجهة نظرك حيال قضية ما في الوقت الذي تختفي فيه وتعجز عن التعليق عن قضية مماثلة لمجرد أنها لا تحقق رغبتك ولا تتوافق مع ميولك, ولن تكون عادلاً حازماً منصفاً وأنت في تعاملك وقياساتك وقراراتك تكيل بمكيالين.
ما يصدر وتحديداً من الاتحاديين من تأزم وتهويل لأحداث هامشية هو تكريس وترويج وترسيخ لعنصرية أرادوا أن يكونوا هم ضحيتها وإذا بشاهد منهم يشهد بأنهم يمارسونها فيما بينهم وفي عقر دارهم, وعلى طريقة (انقلب السحر على الساحر)..!
من الآخر
· نتائج الدوري الأخيرة أعادت الكثير من فرص وحسابات واحتمالات الفرق المرشحة للبطولة..
· لم ينتقدوا خطأ سامي في لقاء الرائد بصفته مدرباً للهلال وإنما تعاملوا معه بلغة شتائمية تسترجع وتحمل هاجس الحقد عليه من أيام ما كان لاعباً..
· الأكيد أن هنالك حملة تشويه واسعة ومنظمة ومدعومة تستهدف كل ما هو هلالي..
· حان الوقت ليقف الجمهور النصراوي ويثمّن ويقدّر جهد وبذل وعطاء الرئيس الأمير فيصل بن تركي.
· ترتيب الطائي المتقدِّم في دوري ركاء من المفترض أن يحفّز جميع منسوبيه ومحبيه للعمل يداً واحدة لتجاوز كل المثبطات واحتواء مختلف الأزمات وصولاً إلى حلم العودة إلى مصاف الكبار.