تكون التربية عرجاء عندما يختل توازن حركتها بسبب خلل أصاب جانبا من جوانبها، بحيث لا تعود حركة التربية على الجانب المصاب تتناغم مع حركة التربية على الجانب الآخر. خذ مثلاً تنافر أو عدم تناغم (التربية المدرسية) مع (التربية الأسرية المجتمعية)، ولقد تمخض عن هذا العرج التربوي ضعف أثر التربية على قيم وسلوكيات وعادات أبنائنا، وهذا الفشل يؤكده بروز ظواهر مرفوضة (التحرش، الاستهتار المروري، العنف، الاعتماد على الغير، الخ)، فالمدرسة بمفردها عاجزة عن تحقيق أهدافها التربوية.
من جانب آخر ظهر عرج التربية عندما لم يتكامل ويتناغم جهد القطاع الحكومي مع جهد القطاع الخاص في تقديم برامج تربوية وتعليمية فعالة، ولقد نجم عن هذا العرج التربوي رداءة الخدمة التعليمية (كماً ونوعاً) المقدمة إلى كل المستهدفين بها، وانكشف عرج آخر للتربية عندما ظهر انتفاخ وتورم واضح في (الكم) المعرفي الهائل الذي نقدمه لطلابنا، مقابل ضمور وهزالة تطبيقهم وممارستهم لهذه المعرفة في المختبر أو في مؤسسات العمل والإنتاج.
وأخيراً برز عرج التربية عندما لاحظنا عدم توافق برامج وتوجهات الوزارة مع ما يجري فعلاً داخل الفصول تحديداً، فالوزرة تعلن دائماً عن (خطط وبرامج) و(استراتيجيات) و(ندوات ومؤتمرات وشراكات)، ولكن يبدو أن مدارسنا لا زالت في عزلة تامة من الصخب الذي تحدثه وزارة التربية. ألم أقل لكم أن لدينا عرجاً تربوياً.