أدى أكثر من نصف مليون حاج من ضيوف الرحمن ومن المواطنين والمقيمين والزوار صلاة آخر جمعة في شهر ذي الحجة لهذا العام 1434هـ في رحاب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة تحيطهم عناية الله وتظلهم رحمته وتغشاهم السكينة والوقار.
وقد توافد حجاج بيت الله الحرام زوار طيبة الطيبة منذ وقت مبكر إلى المسجد النبوي الشريف لأداء صلاة الجمعة والتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما في جو مفعم بالطمأنينة والأمن والأمان والسكينة، داعين المولى العلي القدير أن يتقبل حجهم بذنب مغفور وعود حميد إلى أهليهم وذويهم، حيث تأهب عشرات الآلاف من حجاج بيت الله الحرام زوار المسجد النبوي الشريف لمغادرة المدينة المنورة عائدين إلى بلدانهم بعد أن منَّ الله عليهم بأداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة وطمأنينة وسط عناية ورعاية فائقة وخدمات وطاقات متنوعة وضعت جميعها في متناولهم، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - وبمتابعة وإشراف ميداني من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة المنورة.
وفي هذا الخصوص هيأت وكالة الرئاسة العامة لشئون المسجد النبوي الشريف داخل المسجد والساحات المحيطة به وسطح المسجد بالفرش اللازم ووزعت مياه زمزم في مختلف أرجاء المسجد وساحاته إضافة إلى أعداد وفيرة من نسخ القرآن الكريم من طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة إلى جانب انتشار الدعاة والمرشدين داخل أرجاء المسجد لتعليم وتبليغ الحجاج بكل ما يهم بأمور دينهم والرد على استفساراتهم عن زيارة المسجد النبوي وما يجب على الحاج والزائر عند زيارته المسجد النبوي الشريف.
كما تقدم الرئاسة خدماتها عبر أكثر من 5300 موظف وموظفة من العاملين الرسميين والموسميين المكلفين بخدمة المصلين وزوار المسجد النبوي التي تعمل في إطار منظومة متكاملة مع عدد من الجهات الحكومية لتنفيذ خطتها المتعلقة باستقبال الحجاج من خلال فرش المسجد النبوي بعشرة آلاف سجادة وتجهيز الساحات التي تبلغ مساحتها 265.000 متر مربع ومرافق الخدمات البالغ عددها 18 مرفقاً بها عشرة آلاف نقطة وضوء موزعة على ثلاثة أدوار في جميع الاتجاهات.
كما تطبق الجهات الأمنية بالمدينة المنورة خططها الأمنية والمرورية بمواصلة جهودها للمحافظة على أمن الحاج والزائر وراحته داخل المسجد النبوي الشريف وساحاته وبخاصة في أوقات الذروة، وذلك عبر انتشار رجال قوة أمن المسجد في مختلف أرجاء المسجد لإرشاد المصلين وتأمين دخولهم وتنظيمهم من بوابات المسجد ومكافحة ظاهرة النشل وتسهيل توافد قوافل ضيوف الرحمن إلى أماكن سكنهم وتنقلهم من وإلى المسجد النبوي الشريف واتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية والإمكانات البشرية ومضاعفة الجهود التي تكفل تنقل الحجاج زوار المدينة المنورة براحة وأمان وتطبيق خططها الأمنية على مدار الساعة والحرص على الوجود في كافة أماكن الحشود والمنطقة المركزية بشكل عام بما يكفل كل ما من شأنه راحة الحاج وطمأنينته.
من جهته يواصل فرع هيئة الهلال الأحمر بالمدينة المنورة مهامه الميدانية بساحات المسجد النبوي والمنطقة المركزية المحيطة به لخدمة ضيوف الرحمن زوار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد أداء مناسكهم بكل يسر واطمئنان بتقديم خدماتها الطبية والإسعافية عبر 26 مركزاً إسعافياً بطاقة إجمالية تبلغ أكثر من 280 شخصاً من أطباء ومسعفين وسائقين ومتطوعين ومؤقتين وإداريين وفنيين وعشرة مراكز موسمية وأسطول من سيارات الإسعاف يضم أكثر من 70 سيارة إسعاف مجهزة بكل التجهيزات مع سيارات خدمات مساندة وخمس سيارات إسعاف تدخل سريع بالإضافة إلى مشاركة 265 متطوعاً ومتطوعة داخل المسجد النبوي الشريف وساحاته ودعمهم بخمس عربات لنقل الحجاج وكبار السن المحتاجين للإسعافات الأولية لنقلهم من داخل المسجد النبوي للساحات الخارجية ودعم الإسعاف الطيار بطائرة أخرى تساند الطائرة الرئيسية.
أما المديرية العامة للشئون الصحية بمنطقة المدينة المنورة فتواصل تقديم خدماتها لحجاج بيت الله الحرام من واقع المراكز الصحية المنتشرة على الطرق المؤدية للمدينة المنورة والطرق التي يسلكها الحجاج في عودتهم إلى ديارهم سالمين غانمين من خلال خطتها التي تهدف إلى تهيئة جميع الإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن بتهيئة جميع إدارات صحة المدينة ومرافقها الصحية التي تعمل على مدار الساعة عن طريق أكثر من 17 مركزاً صحياً تشمل مركز صحي باب جبريل ومركز صحي الصافية وباب المجيدي وباب السلام ومحطة الهجرة وحجاج البر والميقات واليتمة والصلصلة وأُحد والإجابة والبيعة وقباء والعوالي والأنصار إضافة إلى المراقبة الصحية بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة.
وفي نفس السياق تكثف أمانة المدينة المنورة خدماتها من خلال أعمال النظافة وصحة البيئة وبخاصة في المنطقة المركزية والمحيطة بالمسجد النبوي الشريف وأماكن تجمع الحجاج وذلك بتوفير أعداد كبيرة من القوى البشرية والآلية من معدات ورافعات للقيام بأعمال النظافة بشكل متواصل وعلى مدار الساعة حيث تم تشكيل العديد من الفرق واللجان للقيام بجولات ميدانية على الأسواق للتأكد من صلاحية المواد الغذائية المعروضة والحصول على التصاريح اللازمة والقيام بجولات على المطاعم ومتابعتها للتأكد من مستوى النظافة وسلامة تلك الأطعمة وفق الشروط الصحية والتعقيب على الشهادات الصحية لعمال المطاعم والكافتيريات والأسواق التجارية والتقيد بالأنظمة والتعليمات.
وكانت إدارة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة قد كثَّفت من جهودها واستعداداتها وترتيباتها لمواكبة مغادرة ضيوف الرحمن زوار مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن منَّ الله عليهم بأداء فريضة الحج لهذا العام، حيث اشتمل ذلك على تجهيز صالات السفر والساحات الجوية وتأمين الأجهزة والمعدات وصيانتها وجاهزية تشغيل كاونترات خدمة ضيوف الرحمن التابعة للجوازات والجمارك وشركات الطيران وسيور العفش وبوابات الفحص الأمني، إضافة إلى جدولة رحلات الحج التابعة لشركات الطيران بشكل يحد من تزامن الرحلات ويضمن انسيابية الحركة داخل الصالات والساحة الجوية.