كتبت قبل مدة تغريدة في تويتر، وذكرت فيها أن أوباما هو رأس الحربة في مخطط الشرق الأوسط الجديد، الذي يتولى كبر تمكين التنظيم الدولي للإخوان من تولي الحكم في بعض البلاد العربية، ولأن تعاطف أمريكا، وتحالفها مع التنظيم محرجا له، حيث إن أدبياته تعج بهجاء الغرب، فقد روج بعض الأكاديميين المتعاطفين مع التنظيم أنني قلت إن الرئيس أوباما كادر إخواني!!، وذلك في محاولة قاصرة للتعمية على التحالف الأمريكي - الإخواني، الذي بات مكشوفا، بعد التسريبات عنه، ثم بعد الحديث عنه علنا خلال الفترة الأخيرة، ويعلم هؤلاء أن ما كتبته واضحا، وهو أن أوباما - بصفته رئيسا للولايات المتحدة - سيتولى تنفيذ الرؤية التي تبلورت بعد أحداث سبتمبر، التي ترى أن تمكين الإسلام السياسي من الحكم في بعض البلاد العربية سيساهم في تخفيف حدة الإرهاب، أو القضاء عليه، فهل نجح المشروع ؟!.
إدارة أوباما لا تزال تدعم التنظيم في مصر، وذلك على الرغم من مرور عدة أشهر على سقوط التنظيم، وكانت آخر بوادر ذلك قطع بعض المساعدات عن حكومة مصر الحالية ، وغني عن القول انه لولا الدعم الأمريكي الواضح لما استمرت مظاهرات الإخوان، وأعمالهم الإرهابية، التي لا تراها إدارة أوباما إرهابا، حتى وهي تفجر، وتقتل الأبرياء !، ثم ان من يراقب الحراك في سورية يلحظ أن الأمر قد تمخض عن حلف روسي - أمريكي - إيراني ما زال يحتفل بقبول نظام الأسد بتدمير أسلحته الكيماوية !، وذلك بعد أن حبس العالم أنفاسه انتظارا لضربة عسكرية أمريكية تقضي على نظام بشار للأبد، وهنا لا بد أن يربط المتابع بين التقارب الأمريكي - الإيراني مؤخرا، وبين موقف المملكة المشرف من ثورة مصر الثانية، واعتذارها عن قبول مقعد مجلس الأمن، وهي المواقف التي لم ترق للإدارة الأمريكية، وربما أن قادم الأيام سيكشف الكثير من الأسرار عن التحالفات الجديدة .
الأمر الواضح الآن أن هناك حلفا صلبا يجمع المملكة، والإمارات، ومصر، وبعض الدول الأخرى، في مقابل حلف تشكل مؤخرا بين الأعداء المزعومين سابقا، ونقصد هنا أمريكا، وروسيا، وإيران، وتركيا، والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهو الحلف الذي سيسبب حرجا بالغا لأعضاء فروع تنظيم الإخوان في الخليج، وأتباعهم من السرورين، الذين لا زالوا ينكرون أي صلة لتنظيمهم بإيران، ويعلنون عداءهم لنظام الولي الفقيه في طهران، مع أن علاقة التنظيم بإيران تاريخية، وتمتد لعقود طويلة، ونؤكد هنا أن الولايات المتحدة حليف هام، وتاريخي، ولكنها أيضاً حليف يحترم لغة القوة، والشموخ، والصمود، والتاريخ يشهد على ذلك، فليس ضروريا أن يكون التحالف مبنيا على التبعية، مهما كانت موازين القوى مجحفة، إذ بالإمكان أن يكون التحالف نديا، ومحكوما بلغة المصالح.