مثل هذا اليوم..
تماماً مثله ..،
في السنة التي طافت..
غادرتنا بما مضى مثلها..
تماماً في السنة التي قبلها..!
تماماً مثل يوم مضى شبيه، في السنة التي سبقتهما..
تتكرّر الأيام ذاتها...
تماماً آخر جمعة في كل نهاية شهر،.. من كل سنة تلملم أوراقها الأخيرة لتمضي..
خفيفة الظل تمضي..،
بلا أمتعة تمضي ..!
بلا عودة تمضي..!
عيوننا لا تراها، ..
هي مثل هارب لا يود أن يثقل على أحبته عبء الحنين ..، وألم الفراق..
تماماً هذا اليوم ..
آخر جمعة، في آخر شهر، في السنة هذه المتأهبة للرحيل..
يقظٌ الإحساسُ في المتأمّلين بآخر لحظات هذا اليوم..!
يقظة إحساسهم به كمينٌ مترصدٌ لآخر ثانية في هذه السنة كي لا تهرب بلا وداع..!!
عند الأبواب المشرعة لرحيلها تتأهب الذاكرة..
عندها، هذه الأبواب ستعود الجملة ذاتها :
تماماً تشبه آخر ثانية مضت..، في السنة التي مضت..
ستنسحب آخر ثوانيها ممتزجة بأول ثواني القادمة، وقد أوشكت مراكبها أن ترسو..!
هكذا هي حياة الوجود ..،
قدوم، وذهاب..
لا إياب في قاموس الوقت أبداً ..
ليس له جداول استقبال راحل منه..، لا لحظاته، ولا ثوانيه..، لا دقائقه، ولا ساعاته..
لا أيامه ..، ولا لياليه ..،
لا شهوره ..، ولا أعوامه..
حين ترحل، لا شواطئ عودة لها ..
وحين تحل، لا مقاعد بقاء لها..
الوقت في رحيل سرمدي..
والإنسان وحده من يذرف الدموع..
ولا يفتأ أن يتوهّم مردّداً :
تماماً اليوم كالذي مضى..، في شبيهه الذي لن يعود..!!