حين يستوي الجمر نارا حارقة.. يطيب الشواء..
ألسنتها مع الريح تسري بلا اهتداء..
دفؤها يعيد السكينة لزوايا الصقيع المنتفضة أجزاؤها..
قاتلة حد الموت..
هالكة حد الفناء..
هي النار من حطب، وجذوة، ولهب واشتعال..
تترمد حين تقضي آخر فناء في كيانها..
وهي النار من كلمة تتقيظ في باطنٍ ما يلبث أن يكعها.. يقذفها نحو آخر ..
تنزل عليه فتلذعه.. يحترق فيوقدها لهباً سرعان ما يمتد فيحرق ما بين..، ومن حول..
وهي النار من نفاق.. وكذب، ومجاملة تنفخ في أوداج مقَتبِل في علم، أو عطاء، أو موهبة، أو إنجاز فتضلل عنده الحقيقة.. تغطي بضخ لهبها في هذا الواعد مجال الرؤية في نفسه.. فيحترق..
هي النار.. بنورها تحرق..، كما تضيء..،
وبلهبها تُعْمي كما تُريَ..،
وبوقيدها تُسكن مبترد..، كما تفني إبصار معتدٍّ..
وكما يترمد هشيم وقودها..
تترمد كثير من المواهب..، والخامات..، والأحلام..، والتوقعات..، بل العزائم، والإرادات..، وتثبط همم البذل والاستزادة.. حين تحترق بنار المجاملات، والكذب، والنفاق..، وإيقاد الغرور في الذات.. تلك المحفزات للاحتراق.. ومن ثم للترمد في منابت غرسها..!