بتاريخ 2 /4 /2012م، ومن خلال هذه الزاوية، كتبت مقالاً بعنوان (المردود الاقتصادي لقرار سطام) أشدت فيه كثيراً بالقرار الذي أصدره سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رحمه الله، بالسماح للشباب العزاب دخول المراكز والمجمعات التجارية.
بعد أن تم منع الشباب والرجال لسنوات طويلة من دخول تلك المجمعات دون وجود أسباب مقنعة، خاصة وأن في منعهم من دخول تلك المجمعات التجارية الكثير من الخسائر التجارية التي يمكن أن تعود على المستثمرين في تلك المجمعات، هذا بالإضافة إلى الوجه الحضاري غير المشرف للمملكة عندما يتم منع الرجال والشباب من دخول تلك المجمعات.
وخلال الأيام القليلة الماضية، قام مجموعة من الشباب في أحد المراكز التجارية الشهيرة بالظهران بالتحرش بالنساء وبطريقة همجية، وقد كان منظرنا كسعوديين مخجل عندما قامت مختلف القنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء العالمية بنشر تلك الأساليب البذيئة التي استخدمها هؤلاء الشباب في تحرشهم ومضايقتهم للنساء، عندها تساءلت: هل نعود ونطالب إمارات المناطق بإصدار قرار يقضي بمنع دخول الرجال لتلك المراكز التجارية مجدداً، عملاً بمقولة (الباب اللي يجيك منه ريح، سده واستريح).
أتذكر بأنني عندما كتبت مقالي السابق، أكدت فيه على أهمية اتخاذ عدد من الإجراءات الكفيلة بالتصدي لكل من يتجاوز من الشباب على النساء، وطالبت صدورها في هيئة نظام أو لائحة تطبق على كل متجاوز، ومن المقترحات التي أكدتُ على ضرورة العمل بها ما يلي:
1ـ إلزام جميع المراكز والجمعيات التجارية بتركيب شبكة متكاملة من الكاميرات داخل ممرات المركز التجاري وخارجه، بحيث يمكن من خلالها رصد كافة التجاوزات التي تصدر من الشباب والرجال تجاه النساء، بحيث يمكن رصد كافة التجاوزات التي تصدر ضد النساء من الشباب مع أهمية الإشراف على تلك الكاميرات من خلال غرف تحكم من قبل ثلاثة أشخاص ثقات يمثلون كلاً من الشرطة والهيئة وإدارة السوق.
2ـ القيام بالقبض على كل شخص يتم ضبطه من خلال تلك الكاميرات من قبل رجال أمن مصرح لهم من قبل إمارة المنطقة.
3ـ القيام بجلد كل من يثبت تحرشه ومعاكسته للنساء بما لا يقل عن خمسين جلدة وسجنه لمدة شهرين كحد أدنى، مع مضاعفة العقوبة عند تكرار هذه الجرم (مع عدم استثناء أي شخص كائن من كان من ذلك), وما لم يتم تطبيق ذلك، فإنني أؤكد أنه في الوقت الذي تنشغل فيه كافة الدول الأخرى ببناء تنميتها وتطّور اقتصاداتها، سنظل نشغل أنفسنا بالحديث ومناقشة مثل هذه القضية والتي أكل عليها الدهر وشرب, مع فشل ذريع لكافة الجهات ذات العلاقة بإيجاد الحلول الكفيلة بالقضاء على مثل هذه المشكلة البسيطة.
مجرد تساؤل:
لماذا لا نشهد التحرش والمعاكسات من شبابنا للنساء عند ذهابهم للمراكز التجارية في إمارة دبي على الرغم من اللباس غير المحتشم لكثير من النساء اللاتي يذهبن لتلك المراكز؟ في حين أننا نشهد ممارسات التحرش البذيئة تجاه النساء في أسواقنا على الرغم من احتشامهن في ملبسهن؟ مجرد تساؤل!.