أعلنت إحدى أكبر المؤسسات الأوربية المتخصصة في تصنيف شركات الطيران العالمية, أسماء أفضل 100 شركة طيران عالمية من العام 2012م, وفي الوقت الذي حققت طيران الإمارات والخطوط القطرية المرتبتين الأولى والثالثة وشركة طيران عمان المرتبة العشرين, نجد بأن الخطوط السعودية جاءت خارج المائة شركة طيران الأفضل في العالم.
وقد علق مدير عام الخطوط السعودية رافضاً هذا التصنيف وقائلاً إن شركته تعد من أفضل 100 خطوط طيران في العالم, إلا أن القائمين على تلك المؤسسة الأوربية وغيرها من مؤسسات التصنيف العالمية رفضوا تشكيك مدير الخطوط السعودية ووصفوا تشكيك معاليه بأنه مستفز مؤكدين بأن رضا وتقييم الركاب يعد من أهم المعايير التي يتم الاعتماد عليها في هذا التصنيف العالمي.
والسؤال المطروح هنا, من نصدق هنا؟ هل نصدق القائمين على تلك المؤسسة الأوربية المتخصصة في تصنيف شركات الطيران العالمية, التي أكدت عدم وجود الخطوط السعودية ضمن قائمة أفضل مائة شركة طيران في العالم, أم نصدق معالي مدير الخطوط السعودية الذي يؤكد وجود ناقلنا الوطني ضمن أفضل مائة شركة طيران.
بكل أمانة لا يهمني ما إذا كان ترتيب خطوطنا السعودية ضمن أفضل مائة شركة طيران في العالم أم لا, بقدر ما يهمني مستوى الخدمات الجوية والأرضية التي تقدمها المؤسسة لركابها, وما يهمني أيضاً مقدار الزيادة التي حققتها خطوطنا السعودية في سوق السفر الإقليمي والدولي في منافستها مع شركات طيران الدول المجاورة كالخطوط الإماراتية والقطرية.
والسؤال الذي أود توجيهه لمعالي مدير الخطوط السعودية هو ماذا أنجزت المؤسسة في طريق الخصخصة, وذلك بعد مرور سنوات طويلة على صدور قرار المجلس الاقتصادي الأعلى القاضي بخصخصة خطوطنا السعودية وتحويلها من الإدارة الحكومية البيروقراطية إلى الإدارة التجارية القائمة على تقديم أفضل الخدمات بأقل كلفة وصولاً إلى كسب أكبر حصة في سوق الطيران في المنطقة.
فبعد سنوات طويلة من توجيه الدولة لخطوطنا السعودية بأن تطبق الخصخصة المتدرجة والعمل على تطبيق الممارسات التجارية في كافة قطاعات المؤسسة إلا أننا وللأسف ما زلنا نشهد مختلف أنواع الممارسات غير المقبولة التي لا تتفق مطلقاً مع الخصخصة سواء ما يتعلق بالمبيعات والحجز أو بالخدمات المقدمة للركاب سواء في صالات المطار أو على متن طائرات السعودية, وقد تمخض عن ذلك, أنه وعلى امتداد عقدين من الزمان ونحن نرى شركات الطيران الإماراتية والقطرية تتنافس على كسب أكبر حصة في سوق السفر من خلال تقديم أميز الخدمات لعملائها حرصاً على إرضائهم, وقد ترتب على ذلك زيادة ضخمة في أعداد ركاب وعملاء الخطوط الإماراتية والقطرية السنوية على حساب حصة خطوطنا السعودية التي ما زالت عاجزة عن توفير المقاعد اللازمة التي يحتاجها عملاؤها في الكثير من الرحلات الدولية والداخلية.