أكدت المملكة العربية السعودية من خلال موقفها بالاعتذار عن قبول عضوية مجلس الأمن الدولي دليلاً واضحاً على عجز مجلس الأمن من تحمل مسؤولياته وأداء واجباته التي يفترض أن تحافظ بمخرجاتها على تحقيق الأمن والسلم العالميين. وعلى نحو واضح جاء قرار المملكة لتبيان حقيقة المعنى الكبير للظفر بعضوية مجلس الأمن الذي تعتبره بعض الدول شرفاً رفيعاً ومسؤولية كبيرة لكي تشارك على نحو مباشر وفعال في خدمة القضايا الدولية لتؤكد بمقابل ذلك أن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب الأمر الذي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم. وشاطرت فرنسا وتركيا المملكة العربية السعودية موقفها وإحباطها إزاء شلل مجلس الأمن خصوصاً في مواجهة الازمة في سوريا إذ أكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال بأن فرنسا نشاطر(المملكة) احباطها امام شلل مجلس الامن.
وقال نادال (طيلة عامين ونصف عام لم يتمكن مجلس الامن من اتخاذ قرار بشأن سوريا) مشيراً إلى أنه واثناء عمل الجمعية العامة للامم المتحدة في نهاية سبتمبر في نيويورك عرض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اصلاحاً دون تعديل شرعة (الامم المتحدة) يؤدي الى الحد التلقائي من استخدام حق الفيتو من قبل الاعضاء الدائمين). وبحسب الاقتراح الفرنسي عندما يكون امام مجلس الامن اتخاذ قرار بشأن حالة (مجازر واسعة) يتعهد الاعضاء الدائمون بالعدول عن استخدام حقهم في الفيتو وعلى الامين العام للامم المتحدة وبعد طلب يقدم اليه من خمسين دولة عضوا على الاقل أن يتخذ القرار حول طبيعة المجزرة. وقال نادال ايضاً :(إنه رد بسيط سيسمح بتعزيز فعالية مجلس الامن ولا شك أيضاً شرعيته وقدرته على الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلام والامن الدوليين). وتدعم باريس من جهة اخرى مشروع توسيع مجلس الامن الدولي في عملية اصلاحية عميقة مرتقبة منذ سنوات لكنها تستدعي تعديلاً في شرعة الامم المتحدة. ولتوضيح قرارها بعدم قبولها الدخول الى مجلس الامن أخذت المملكة على مجلس الامن فشله خصوصا في حل القضية الفلسطينية منذ 65 عاماً والنزاع السوري وجعل الشرق الاوسط خاليا من اسلحة الدمار الشامل. بدورها اعتبرت تركيا التي انتقدت قصور الامم المتحدة حيال الأزمة السورية ان رفض المملكة الجمعة الدخول الى مجلس الامن الدولي يجعل المنظمة الدولية (تفقد من مصداقيتها). ونقلت وكالة انباء دوغان عن الرئيس التركي عبد الله غول قوله للصحافيين في اسطنبول: إن (الامم المتحدة تفقد الكثيرمن مصداقيتها) معتبراً انها تفشل في الرد بفعالية على الازمات في العالم. واضاف على حد علمي (ان قرار المملكة العربية السعودية يهدف الى لفت نظر المجتمع الدولي الى هذه الحالة...ينبغي احترام قرارها).