كان الأخضر البارحة الأولى أمام العراق في قمة حضوره وتألقه، كان المنتخب الذي يبحث عنه الجميع منذ سنوات، كان الفريق الذي يثق الشارع الرياضي أنه قادر على العودة إلى حيث كان قبل سنوات، وإلى الموقع الذي يتناسب ومكانته وتاريخه في تصنيف فيفا.
كان المنتخب وهو يلعب خارج قواعده يرسم لوحات من التفاؤل، ويكتب قصائد من ثقة، بأنه ماضٍ في طريق العودة، ومسح الصورة الهزيلة التي كان عليها خلال الاستحقاقات الأخيرة، كان الأخضر يلعب بجماعية هائلة، وثقة لا حدود لها، وسط انضباط تكتيكي مميز، وتعاون رائع بين اللاعبين، كان الجميع يلعب لهدف واحد وهو تقديم الفوز عيدية لأبناء الوطن، وقد فعلها نجومنا في يوم رائع، وبقدرة هائلة على امتصاص الحماس العراقي، والمضي قدماً في صدارة المجموعة والتأهل إلى نهائيات أمم آسيا المقرر انعقادها في أستراليا.
شكراً لنجوم الأخضر، وشكراً لمدربهم الذي لم يلتفت إلى بعض الأصوات النشاز التي كانت تحاول أن تملي عليه اختياراته، والتي كانت تسخر من بعض الأسماء التي ضمتها القائمة، وتلك التي كانت ترى بعيون الأندية لا بعيون الحياد.
الفوز على منتخب قوي مثل العراق خطوة مهمة في طريق طويل ما زال محفوفاً بالمخاطر والصعوبات، والأخضر قادر على عبوره - إن شاء الله - متى ما واصل اللاعبون العطاء والبذل والروح العالية التي كانوا عليها البارحة الأولى.
أخيراً، لا بد من الإشادة بإدارة المنتخب فقد نجحت في إعداده نفسياً لمواجهة صعبة كما يجب، كما نجحت في عزل لاعبيه عن الاحتقان الإعلامي - ولا سيما الفضائي - الملحوظ خلال الأيام الماضية بسبب بعض القضايا الرياضية المحلية، ومنها القضية التي أتحدث عنها في الفقرة الثانية من هذا المقال.
الهلاليون والـ «CD»
أكل الـ «CD» الشهير الجو خلال الأيام الماضية، وبات حكاية الجميع، إن في وسائل الإعلام أو في مواقع التواصل الاجتماعي، والحقيقة التي لا مناص منها أن الـ CD المفقود يستحق هذه الهالة التي حصل عليها، فقد تسبب في صدور قرار بحرمان الهلال من جماهيره في مباراتهم المقبلة أمام الشباب ثم اختفى، ولم يظهر رغم أن الهلاليين على لسان سمو رئيس النادي قد طالبوا في برنامج أكشن يا دوري بتقديم الدليل الذي اعتمدت عليه لجنة الانضباط في إصدار عقوبتها، قبل أن تقدم «الجزيرة» عبر الزميل المميز سلطان الحارثي قنبلة الموسم تأكيدات القناة الناقلة بأنها لم تقدم أي CD للمباراة القضية للجنة الانضباط وغيرها، فذهب البعض إلى القول بأن الـCD قد خرج من الشركة العالمية، لكن الشركة نفت ذلك أيضاً، لتتحول القضية إلى قضيتين.. القرار الغريب والـ CD المفقود!!
الهلاليون الآن وقد استأنفوا قرار الانضباط، لا يريدون إنصافهم فقط، بل يريدون أيضاً رد اعتبار جماهيرهم، ويريدون أيضاً فرض عقوبة على الجماهير التي أساءت لفريقهم!! كما أنهم يريدون معرفة الطريقة التي أوقف بها فريقهم، والمستند المادي الذي استندت عليه اللجنة في إصدار قرارها المفاجئ!!
كما أن الهلاليين يستغربون أيضاً ما تردد أن لجنة الاستئناف قد طلبت CD المباراة من القناة الناقلة، فالاستئناف يجب أن يتم وفق الأدلة التي صدر بموجبها القرار!! من أجل أن يكون قرار الاستئناف منصفاً، ومن أجل أن يُعاقب المخطئ أياً كان!!
عموماً، الأمر برمَّته في يد اتحاد الكرة.. ويجب أن يكون له صوتٌ قوي، وأن يعيد الأمور إلى نصابها، ففي الأمور القضائية والانضباطية والعقوبات لا مجال للاجتهاد.. فلا عقوبة إلا بدليل ثم نص!!
مراحل.. مراحل
** سخروا من سالم الدوسري ومن ضمِّه للمنتخب وهو مصاب، لكن سالم عرف كيف يرد عليهم، وأكد أن رهان مدربه عليه لم يكن من فراغ إطلاقاً.
** الأخضر كان رائعاً في كل شيء أمام العراق.
** شكراً للجماهير التي ساندت المنتخب في عمان رغم أن المباراة أقيمت يوم عيد الأضحى المبارك.
** الاتحاد الآسيوي يجب أن يُراعي أعياد المسلمين ومناسباتهم الدينية في روزنامة مسابقاته خلال الفترة المقبلة!!
** مؤسف أن تُراعى أعياد الديانات الأخرى وتوقف المنافسات الدولية البطولات المحلية لديهم في الكريسماس
ورأس السنة، فيما لا يُراعى ذلك في مثل يوم عيد الأضحى المبارك، وخلال موسم الحج، وهي من الأيام التي يجب أن يكون اللاعب فيها قريباً من عائلته وذويه ويمارس شعائره دون أي ارتباطات أو مشاركات، وكل ما أتمناه أن يكون للاتحادات الأهلية دورٌ في إيقاف المنافسات الدولية في مثل هذه الأيام.