تساءلت الأسبوع الماضي عن الاحتراف وماذا فعل بمنتخبنا، واليوم أجدني ميالاً للعودة للموضوع والتساؤل من جديد: كيف تتطوركرتنا، وكيف سينجح الاتحاد الذي يقترب رئيسه من إكمال عامه الثاني (عام بالتكليف وعام من أربع بالانتخاب) في إعادة صياغة الكرة السعودية ووضعها في مكانها المناسب؟؟
الحقيقة أن الإجابة عن سؤال كهذا تبدو صعبة للغاية، خاصة وأن الترهل قد بلغ مداه في كرتنا، إذ لا نتائج مبهجة على مستوى المنتخبات ولا الأندية في مشاركتها الأجنبية، والشارع الرياضي لا يكف عن الحديث عن أحوال الكرة والمنتخب واللذين يعانيان كثيراً منذ سنوات، ولا عن قرارات اتحاد الكرة، ولا عن مشاكل التحكيم وقراراته المتناقضة التي لا تنتهي، ولا يلوح في الأفق بشائر بأنها ستنتهي، ولا عن أحوال الأندية المادية وهي لا تكف عن الشكوى من قلة الحيلة وضيق ذات اليد وضعف الموارد بينما تقول أرقام الصرف أشياء غير ذلك، والشارع الرياضي لا يكف أيضا عن مناقشة غياب الرعاة عن الأندية ولاسيما الكبيرة منها، ولا عن غياب الجماهير عن المدرجات والارقام المخجلة جداً لأعداد الحضور المعلن في بعض المباريات!!
والشارع الرياضي لا يكف عن استغراب ترك البعض من كتاب وبرامج للقضايا الهامة والتوجه إلى أمور جانبية مثل قميص مدرب وعكازات لاعب، إلا إذا كان يرى أن هذه الأشياء هامة بمقاييسه فهنا هو وشأنه!!
اليوم أمام اتحاد الكرة مسؤولية تاريخية - نعم تاريخية - في إعادة الكرة السعودية إلى ما كانت عليه، خاصة وأن هذا الاتحاد السابق قد استقال على خلفية الاخفاق في بلوغ مونديال البرازيل، والعودة المنتظرة لن تكون بمجرد صرف المزيد من الوعود والتفاؤل بل بالعمل والتطوير والاستفادة من كل التجارب المماثلة، والواقع هنا يقول: إن اتحاد الكرة لم يقدم حتى الآن ما يكفي للتفاؤل... نعم قدم بعض العمل لكنه كما أسلفت لا يكفي للتفاؤل، ولعل الأيام القادمة تحمل الجديد في هذا الشأن.
إن على الاتحاد الموقر ان يفتح خطاً ساخناً مع الأندية...
عليه أن يعرف أسباب عدم قدرتها على تفعيل الاحتراف كما يجب؟
وأن يناقشها عن أسباب ارتفاع عقود بعض اللاعبين وأجورهم دون أن يكون لهم مردود فني يوازي ما يدفع لهم من مبالغ.
وأن يتعرف على أسباب عجزها عن تدبير رعاة لفرقها بما يكفي لدر دخول مالية جيدة لخزائنها.
وأن يناقش لجنة التحكيم عن أسباب استمرار أخطاء الحكام وتأثيرها السلبي على النتائج وجهود الأندية.
وأن يدرس مسيرة منتخبات كانت خلف منتخبنا في الإنجازات وفي التصنيف لكنها سبقته وتركته في المركز 109 وهو المركز الذي قد يشهد تراجعا جديدا الشهر المقبل بعد خسارتي نيوزيلندا وترينداد.
وأن يعرف من الأندية أسباب إخفاقها المتواصل في التعاقد مع لاعبين أجانب يقدمون إضافة حقيقية للاعب والكرة السعودية؟
وأن يعرف أسباب عدم قدرة اللاعب السعودي الذي يجد الكثير هنا، على فرض نفسه في الدوريات الأجنبية وهل للأندية المحلية دور في ذلك؟؟
كما أن على اتحاد الكرة أن يترك العمل في المكاتب المغلقة وأن ينزل إلى الميدان ويقترب من الواقع أكثر وأكثر وهنا سيجد الكثير والكثير من الفوائد التي تدعمه في عمله وتقدم له رؤى وتصورات مختلفة وجديدة.
وعلى اتحاد الكرة أيضاً الاستفادة من خبرات اللاعبين السعوديين السابقين الذين سطروا تاريخاً لا ينسى وأن يسألهم: كيف استطعتم تحقيق ما أصبح حلماً اليوم؟؟
هذا بعض مما على اتحاد الكرة أن يعمله، ولا شك أن لدى الاتحاد ولدى غيري من الرياضيين الكثير، لقد مللنا الخسائر المتوالية والخروج الذي يتبعه خروج!! والتراجع تلو التراجع في التصنيف العالمي.
أدرك هنا أن اتحاد الكرة حريص على النجاح والوفاء بوعوده وتحقيق كل تطلعاته، وأن الأعضاء العاملين فيهم لديهم الرغبة بالتطوير وتقديم الجديد!!
لكن الحرص والرغبة في النهاية قد لا يكفيان... وعندما يكفيان يوماً فلن يتردد رياضي واحد من تقديم الشكر للاتحاد والعاملين فيه، وأن يقول لهم (ما قصرتوا) وإنا لمنتظرون.
مراحل.. مراحل
- بعض (الإعلام) الذي ابتليت به رياضتنا ترك خسارتي المنتخب جانبا، وتجاوز الحديث عن سبل عودة الاخضر الذي تنتظره مهمة صعبة بعد شهر من الآن، وتفرغ للحديث عن عكازي سالم!!
- فعلاً... أقلام تمشي على عكاز!!
- في صحيفة واحدة مقالين.. أحدهما يقول: إن سالم كان يحتاج لأسبوعين حتى يشارك، والثاني يقول: يحتاج إلى ثلاثة أسابيع، وهكذا فتحوا الحراج حتى على إصابات اللاعبين!!
- أتمنى أن يكون الشباب والأهلي قد نجحا بالعبور إلى نصف النهائي الآسيوي.
- غدا لقاء الهلال والاتحاد، هذا اللقاء هو الكلاسيكو الحقيقي للكرة السعودية، وهو قمة القمم فيها: فالهلال والاتحاد هما الأكثر إنجازات ولاسيما في السنوات الأخيرة، وهما الأكثر منافسة على لقب الدوري خلال السنوات الـ19 الأخيرة بجانب الشباب، وهما الأكثر شعبية بلا منازع.
- لقاء بهذا المستوى بحاجة إلى حكم مناسب يخرج به إلى بر الأمان، وكان خيار لجنة المهنا على صافرة الهذلول.
- الهلال والاتحاد لا يريدان إلا حقوقهما وفق القانون فقط، يريدان ألا تتدخل أخطاء الصافرة في تغيير مسار النتيجة.
- في لقاء الهلال والفيصلي الأخير حرم المرداسي ومساعده الهلال من ضربة جزاء وهدف اتفق المحللون على أحقية الهلال بهما، لكن الهلال فاز، ولم يلتفت أحد للأمر، مع أن اللجنة مطالبة بمحاسبة حكامها على أخطائهم حتى لو فاز الفريق المتضرر!!
- أحدهم يكتب مقاله بالطول والعرض عن الهلال... وفي آخر سطر يقول: (الهلاليين ما لهم شغل إلا فريقنا)!!
- حتى والهلال يفوز ويتصدر كالعادة، إلا انه يعاني بعض الفترات فنيا، وهذا ما يجب أن يتنبه له مدربه سامي الجابر.
- تتعدد الأخطاء والمستفيد واحد في الغالب!!
- تعاقد الأهلي مع يونس محمود ربما يفتح الباب للتعاقد مع اللاعبين العراقيين خلال الفترة المقبلة، وربما تكون البداية في الفترة الشتوية المقبلة!!
- مازال التعليق على مباريات الدوري السعودي يراوح مكانه.. الصراخ والمبالغة في نقل الحدث لا يمكن أن يصنعا معلقا جيداً!!
sa656as@gmail.comaalsahan@ :تويتر