فارق التوقيت ما بين وقت مباراة منتخبنا التي أُقيمت أمس، ومكان إقامتي في أمريكا جعلني بين خيارين:
الأول: الذهاب للمزرعة بحثاً عن خروف الأضحية.
الثاني: مشاهدة مباراة المنتخب السعودي والعراق.
معظم الجامعات الأمريكية تحترم مشاعر المسلمين، وتمنح الطلاب إجازة يوم العيد كمناسبة دينية, لا أملك إلا يوماً واحداً فقط إجازة سوف أذبح خروف «الأضحية» ولن أشاهد مباراة المنتخب!!.
في المزرعة القريبة من مقر بيتي كل شخص يذبح الأضحية بنفسه أو مساعدة صديق، وأنا لا أعرف كيف يُذبح الخروف؟؟!!
كم تمنيت في هذه اللحظة أن يكون معي الزميل المتألق بصحيفة الجزيرة سلطان الحارثي؟!.
الزميل سلطان يعرف يذبح و «ضحى» بلجنة الانضباط قبل العيد.. وبحسه الصحفي غرس «سكين» الحقيقة في نحر الظلم و «قطع» وريد ما يُحاك لإسقاط الهلال؟!
قلَّبَ «الحارثي» أوراق القضية وكشف الحقيقة بأن لجنة الانضباط «تكذب»، وهي تدّعي أن الناقل الرسمي منحها دليل هتافات جماهير الهلال.. كل هذه الحقائق ورئيس وأعضاء الاتحاد السعودي لا حراك؟؟!!
حقاً.. «لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها»!!
يا أحمد عيد أنت ذبحت أضحيتك وحلقت شعرك وذقنك وتلبس ملابس العيد الجديدة «كاشخ».. وشاهدت مباراة المنتخب، وأنا ما بين المزارع في الأرياف الأمريكية أبحث عن خروف، فلقد حرمتني مشاهدة منتخب وطني؟؟!!.
الاتحاد القطري يُعلّم اتحادنا فنون «الإدارة» بتغيير موعد مباراة المنتخبين القطري واليمني من موعدها السابق يوم العيد, الأقوياء في قطر يعرفون كيف يرضخ الاتحاد الآسيوي لهم.
أما الاتحاد السعودي «الضعيف» لم يخاطب الاتحاد الآسيوي كما فعل القطريون الأقوياء رياضياً، هنا نعرف الفوارق كيف تُدار الرياضة في البلدين.. فمن يوجد عنده خلل في لجانه الداخلية في اتحاده لا تنتظر منه أن يخاطب الآخرين ؟؟!!.
رئيس الاتحاد العراقي ناجح محمود في تصريح صحفي كشف أنهم خاطبوا الاتحاد السعودي لكرة القدم بخصوص تقديم موعد المباراة، لكن الأخير رفض الاقتراح؟!.
يبدو أن أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يفرق معهم أن تُلعب المباراة في يوم «العيد» يكفيهم أنهم مع رئيسهم «عيد».. العيد ارتبط بالفرح في ثقافتنا لكن يبدو في رياضتنا سوف يرتبط بأشياء أخرى يا «عيد»؟؟!!.
لا أعرف معيار الاتحاد السعودي في اختيار رؤساء وأعضاء اللجان؟!
لكن أعرف يجب أن يكون هناك «معيار» لاختيار «الأضحية»، ولن أكون كالاتحاد السعودي يختار بعشوائية.. «أربع لا تجزئ فى الأضاحي العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها، والكسيرة التي لا تنقى»...
لا يبقى إلا أن أقول: ما يحتاجه الاتحاد السعودي لكرة القدم هو أن يختار للجان «البصير».. من يرى كل الأندية بلون واحد.. فلا نريد «أعور» لا يرى إلا لون ناديه الذي يشجعه فقط؟؟!!.
لا أعلم.. لماذا كلما شاهدت خروفاً أردد العبارة الشهيرة:
«عيد يخرب بيتك عيد»!!.
خارج النص:
كل عام وأنتم بخير.. ونسأل الله أن يسهل أمر الحجاج ويتقبل منهم.. ولا نكهة للعيد خارج وطنك.. نحاول أن نتقمص الفرح والقلب يشتاق لكل من نحب لنفرح بجوارهم.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.