ليس هناك رجل راشد وعاقل يجمع المسؤولين في رياضتنا على طاولة واحدة ليوحد كلمتهم , مع كل أزمة في رياضتنا تتكشف حالة الفوضى التي تدار بها مؤسستنا الرياضية، مجرّد البحث عن أضواء الإعلام لا أكثر سلطتنا الرياضية مثل «أم العروس» فاضية مشغولة حركة كثيرة بلا هدف ولا عمل و لا منجز ؟؟!!.
دخول المرأة للملاعب ملف تجازوته كل دول العالم منها الإسلامية والعربية والخليجية من سنوات، ونحن في السعودية مازال الملف الشائك في رياضتنا، في غياب صاحب قرار قوي يحسم القضية بالسماح أو الرفض، بدلاً من هذا التخبط والعجن في قضية أصبحت الشغل الشاغل في وسطنا الرياضي، و كأنها القضية الأهم على حساب أولويات أخرى هي وراء تدهور رياضتنا ...
«الجزيرة» حذّرت قبل ثمانية أشهر
«المرأة تهدّد رياضتنا» !!
السبت 30 صفر 1434هـ العدد 14716 هنا في الجزيرة في زاويتنا الأسبوعية حافز، كتبنا مقالاً بعنوان «المرأة تهدد رياضتنا» مقتطفات مما سبق نشره:
(رأس «الفيفا» رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر الأسبوع الماضي، كان في السعودية لحضور «منتدى الاستثمار الرياضي الثالث» برعاية الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، وبحضور هذا الرجل «بلاتر» وضعنا حبل «المشنقة» بأيدينا على عنق «رياضتنا» دون أن نشعر؟؟!!
غادر جوزيف بلاتر السعودية وعاد إلى مكتبه ومعه ملف يحتضن كل أوراق عمل المنتدى، إلاّ ورقة واحدة فهي في يده، سوف يجعلها قريبة منه ويحتفظ بها لوقت الحاجة كـ «أداة ضغط» على رياضتنا، ولا أستغرب أنه سيأتي يوم وجوزيف بلاتر «يساوم» المسؤولين عن رياضتنا في شيء ما، من أجل أن يتغاضى عن هذه «الورقة» طيلة فترة رئاسته. فالرجل عُرف عنه «رجل مصالح» وصديق اليوم قد يكون عدو المستقبل لو وقف في طريق مصلحته كائن من كان؟؟؟!!
«طالب رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية الأستاذ عبد الرحمن الراشد أمام جوزيف بلاتر بالسماح للنساء بالسعودية بالحضور للملاعب، ومشاهدة المباريات مع« أُسرهن». هذه الورقة طرحت خلال «منتدى الاستثمار الرياضي الثالث بالسعودية».
قد يكون لا قيمة لهذه الورقة اليوم ولكن بيننا المستقبل، وهذا «رهان» والأيام بيننا أن «الفيفا» سوف يناقش ويفتح ملف «رياضة كرة القدم النسائية في السعودية» كلاعبة في المستطيل الأخضر أو جمهور في المدرجات أو عضوة في مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم؟؟!!
لست أنا من «يقرأ الكف» أو «فاتح الفال» من يدّعي معرفة «المستقبل», بل مجرّد متابع لحجم الضغوط التي تتعرّض لها رياضتنا من جهات حقوقية أو وكالات ووسائل إعلام عالمية، وها هي قناة CNN الأمريكية في أغسطس الماضي، أفردت تقريراً موسعاً حول منع المرأة في السعودية من ممارسة الرياضة بصورة رسمية، كتب هذا التقرير جوسلين سيزاري كبير الأساتذة في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، ومدير برنامج الإسلام في الغرب بجامعة هارفارد، جاء ضمن تقرير CNN بالنص:
«منع المرأة السعودية بشكل عام الحق في ممارسة الرياضة, المملكة العربية السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يمنع الفتيات من المشاركة في الألعاب الرياضية في المدارس الحكومية, يسمح التربية البدنية في المدارس الخاصة فقط, لا يسمح للنساء اللعب في الأندية الرياضية الرسمية، أو حتى مشاهدة المباريات في ملاعب كرة القدم، وتعقد منافسات بالكرة الطائرة وكرة السلة في المدارس الخاصة والكليات الأهلية سراً. »
لا يخفى على أحد أنّ ملف الرياضة النسائية بالسعودية، ليس ملفاً جديداً تتناوله جهات حقوقية خارجية كمنظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان بين فترة وأخرى، ولقد نجحت مساعيها وضغوطها في خضوع اللجنة الأولمبية الدولية لتجبر السعودية بإلزامية مشاركة نسائية في أولمبياد لندن الماضي.)
هذا ما حذّرت منه الجزيرة قبل ثمانية أشهر، وحينها طرحت أسئلة كثيرة على المسؤولين في رياضتنا، كل تلك الاستفهامات ما هي إلاّ قراءة للمستقبل حول جدل دخول المرأة للملاعب السعودية الذي نعيشه اليوم :
ماذا سيفعل اتحاد «عيد» لو السيد بلاتر وجّه بتنفيذ مطالبة رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية الأستاذ عبد الرحمن الراشد بالسماح للنساء بالسعودية بالحضور للملاعب، ومشاهدة المباريات مع أُسرهن؟؟!!
وماذا سيفعل الاتحاد السعودي لكرة القدم لو أصدرت «الفيفا» قراراً «بأنه سوف يصاحب كل بطولة لكأس العالم منافسات نسائية، والدول التي ليس لها منتخبات نسائية سوف يمنع مشاركتها»؟؟!!
كل تفاصيل المقال السابق بالرابط :
//2013/20130112/sp24.htm
التاريخ يؤكد دخول المرأة الملاعب السعودية!!
نقلب سجلات التاريخ سنجد أنّ دخول المرأة للملاعب السعودية، لقد حدث قبل أكثر من 20 سنة في عام 1992م كان ميلاد كأس العالم للقارات لكرة القدم بفكرة سعودية، وكان حينها اسم البطولة كأس الملك فهد، و لقد تم السماح للمرأة الأجنبية بدخول الملعب، وفي النسخة الثانية للبطولة عام 1995م كان التفاعل النسائي ملحوظاً بكثير مقارنة بالنسخة الأولى.
و في نفس الملعب أستاذ الملك فهد في 14 نوفمبر 2012م مباراة ودية جمعت المنتخبين السعودي والأرجنتيني شهدت حضوراً نسائياً.
البطولة الآسيوية الـ15 لكرة اليد التي استضافتها السعودية في مدينة جدة في يناير 2012م، شهدت أيضاً حضوراً نسائياً في مدرجات الصالة المغلقة، ولقد أعلن مدير مكتب رعاية الشباب بجدة أحمد روزي عن السماح للعوائل بحضور البطولة الآسيوية، و تم السماح للصحافيات السعوديات حضور المباريات والوجود بالمركز الإعلامي المخصص لتغطية البطولة.
هذا تاريخ الماضي يبرهن دخول المرأة للملاعب السعودية فماذا عن المستقبل؟؟
تخصيص أكثر من 15% من طاقة استيعاب ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة لاستقبال العائلات داخل مقصورات خاصة بكل عائلة .
تغريدة «نواف» أرجنتيني و إلا عربي !!
تغريدة الأمير نواف بن فيصل قبل انطلاق بطولة OSN بساعات قليلة حول نفي دخول النساء للملعب، لم يفهمها المسؤولون في أستاذ الملك فهد، ولم يلتزموا بها فسمحوا للنساء دخول الملعب و كأن التغريدة كتبت بلغة «غواراني» إحدى اللغات الدارجة في الأرجنتين ولم تكتب بالعربية .... علشان كذا لا أحد فهم التغريدة ؟؟!!.
أضاع الأمير نواف بن فيصل وقته في الأرجنتين أمام الكمبيوتر لكي يغرّد كم تمنينا لو استثمر وقته ليتعلم من اليابان حسن التخطيط وهي تكسب تنظيم أولمبياد2020م، ومن تركيا الطموح وهي تنافس بشرف أمام كل دول العالم , رغم كل الإمكانيات المادية التي تملكها السعودية، فإن أعلى سقف طموح لسلطتنا الرياضية في أي تصويت رياضي عالمي هو ورقة تصويت تسقط في الصندوق لا أكثر، كحال الدول الفقيرة التي على هامش خارطة العالم الرياضية لا قيمة لها.... هذا هو الفارق .. دول حلمها تنظيم أولمبياد، و دول أخرى فاضية للتغريد بتويتر!!.
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل سبت وأنت كما أنت جميل بروحك .. وشكراً لك.
i.bakri@live.comمبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri