يعالج الكاريكاتير قضايا المجتمع بقوة وجرأة، ويتفوق على المقالات؛ ذلك أن سقف الرقابة على الكاريكاتير أقل علواً، أو ربما الرسامون رفعوا السقف بأنفسهم!
من الموضوعات التي تجد رواجاً هذه الأيام موضوع قيادة المرأة للسيارة، وهو موضوع ثري، وله حيثيات متعددة ووجهات نظر متباينة؛ ما يجعله مادة شيقة للإعلام وللكاريكاتير على وجه الخصوص.
من الكاريكاتيرات التي أعجبتني كاريكاتير للرسامة الزميلة في الجزيرة (منال)، وبتأمل ما رسمته نجده يعدُّ من المضحكات المبكيات؛ إذ يبدو اثنان عند إشارة مرور، ينتبه أحدهما، ويشير إلى سيارة تشتكي فيها امرأة من تحرُّش السائق بها!!؟؟ فيرد عليه رفيقه: كله يهون ولا تسوق المرأة السيارة!
من الواضح أن الزاوية الواحدة والرأي الواحد يجعلان المرء لا يرى إلا ما يخدم فكرته، وينتصر لها، حتى لو أدى الأمر إلى التغاضي عما هو أعظم، وإنكاره تماماً.
حتى أنه لم يلتفت ولم تتحرك لديه الغيرة أو النخوة بل هو يسير في طريق الرفض دون أن يتوقف ولو لبرهة؛ لينظر للأمر من زاوية أخرى؛ فلربما تغير رأيه كلياً.
كثيرون من الممانعين قالوا لا، وريحوا أدمغتهم، وتسلطنوا مع شاشات البانوراما والليالي الملاح في الاستراحات والمقاهي!
ولو سألتهم لماذا؟
لردوا (خل الحريم ينثبرن مع بزرانهن في بيوتهن أريح وأروق)!!!!؟؟؟؟؟
قليل من يقول هذا اختيارها وهي تقرر (تبي تسوق، تبي تمشي، تبي سواق، تبي ليموزين)، هي حرة، تختار لنفسها ما يناسبها، طالما أنها تلتزم بما يفرضه عليها دينها وأخلاقها!!!
بالتأكيد لأن بعض هؤلاء الرجال يعتبرون أن الكون صُمّم كي يعيش فيه الذكور فقط، وأن النساء خلقن تالياً ومن ضلع الرجل لإسعاده وإمتاعه وحفظ النوع البشري فقط، أما أن تكون حرة الحركة وشريكة في الحياة فلا؟
مع ذلك، أنا مطمئنة ومتفائلة؛ فهؤلاء قلة حتى لو علت أصواتهم!
شكراً منال، كنتِ مبدعة.