منذ تصحيح الدعوة التي قام بها ونادى بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وعاضده في ذلك الإمام محمد بن سعود والمملكة والحمد لله تُطبِّق وتحكم الشريعة الإسلامية في جميع مناحي الحياة، حيث أصبح دستورها الكتاب والسنة حتى تم توحيد هذا الكيان الذي نحتفل به باليوم الوطني (83)، وقد اهتم الملك عبد العزيز عليه سحائب الرحمة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي عهده حفظ بعض أبنائه البررة إن لم يكن أغلبهم كتاب الله (على أيدي بعض المشايخ) فكان - رحمه الله - يحتفل ويُسر ويفرح عندما يحفظ أحد أبنائه القرآن كاملاً.
وقد اهتمت الدولة بحفظة القرآن، لذا أنشأت الجمعيات الخاصة بحفظ القرآن الكريم في جميع مناطق المملكة حتى وصل اهتمامها بالجمعيات العالمية إلى درجة أنها أقامت مسابقة عالمية لتحفيظ القرآن الكريم، (وهي مسابقة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية لحفظ القرآن الكريم) يشترك فيها معظم الدول العربية والإسلامية، وما إنشاء مطبعة المصحف في المدينة المنورة إلا دليل على هذا الاهتمام بالقرآن وتعليمه.
وما اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد - حفظه الله - نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع شخصية هذا العام لخدمة القرآن الكريم، إلا دليل على اهتمام سموه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وقد تم تكريم سموه في حفل جمعية «خيركم» السنوي تقديراً لجهود سموه الكبيرة في خدمة القرآن الكريم ورعاية سموه ودعمه للبرامج القرآنية.
وسوف يتسلم التكريم نيابة عن سموه في الحفل السنوي الرابع والثلاثين لجمعية «خيركم» معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ورئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.
وقد جاء هذا التكريم، نظراً لجهود سموه الكبيرة في دعم ورعاية البرامج والمسابقات القرآنية وخدمة سموه للقرآن الكريم والعناية بأهله ودعمه ورعايته للبرامج القرآنية المختلفة منذ عدة أعوام.
جعل الله ذلك في ميزان حسناته ووفقه الله لكل خير، فقد كان سموه دائماً صاحب الأيادي البيضاء في الأعمال الخيرية والإنسانية والاجتماعية حببه الله في الخير والعطاء والأعمال الخاصة بالبر والتكاتف بين أفراد المجتمع، وأيضاً الأعمال المعنية بالقرآن وحفظ موروث الآباء والأجداد وتاريخ المملكة والجزيرة العربية.
ومن بين المشروعات التي أشرف عليها سموه والتي تصب في خدمة الإسلام وتاريخ المملكة مشروع توثيق الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في المملكة، وأيضاً مشروعات علمية أخرى في مجال اللقاءات العلمية وفي توثيق المصادر التاريخية في المملكة العربية السعودية وفي مجال النشر العلمي.
كذلك من المشاريع الخيرية التي اهتم بها سموه مشروع الإسكان الخيري والبرامج التكافلية مثل توزيع الحقائب المدرسية من قِبل جمعية البر بالرياض مع بدء العام الدراسي وتقديم العون من أثاث وأجهزة منزلية وملابس ويدعمها بسخاء.
ورعاية سموه للأيتام والفقراء والأرامل والمعاقين واضحة وجليلة، وتقديم كل ما يخفف من معاناتهم ويجفف دموعهم بحنان الأبوة والاهتمام بالعمل الخيري والإنساني والاجتماعي منذ أكثر من خمسين عاماً عندما كان أميراً لمنطقة الرياض وما زال على ذلك في فعل الخير ومحبته، وما اختيار سموه لشخصية هذا العام إلا دليل على حبه للقرآن الكريم وأهله كما هو حال أفراد هذا المجتمع المعطاء.
فهذا التكريم هو أقل ما يجب نحو سموه الكريم، وقد شمل هذا التكريم أيضاً ألف حافظ وحافظة لكتاب الله تم تكريمهم في الحادي عشر من شهر ذي القعدة عام 1434هـ ولن يكون التكريم الأخير، فسموه يستحق منا كل الخير والثناء.. جعله الله ذخراً للوطن وسحابة خير للأيتام والضعفاء والفقراء ونفع به العباد والبلاد في ظل توجيهات قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين - متعه الله بالصحة والعافية -.