الشعب السعودي معروف بالانضباط والالتزام وعدم التعدي وهذا السلوك المتوارث يميزه عن بقية الشعوب العربية والأجنبية إلا في التشجيع في الملاعب الرياضية.
وبالأمس القريب قدم نادي الاتحاد شكوى على لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم يشتكي فيها نادي الهلال على سوء سلوك مشجعيه داخل الملعب وإطلاق أهازيج غير لائقة وطالب بتوقيع العقوبة والغرامة المالية على نادي الهلال.
وردت اللجنة بأن الشكوى المقدمة لم تقدم في الوقت المحدد، وهكذا لا يمكن توقيع عقوبات أو غرامات على نادي الهلال، ونحن هنا نتساءل: هل توقيع عقوبات أو غرامات على النادي يصل إلى الجمهور؟ وهل للنادي يد في عدم انضباط المشجعين داخل الملعب وعدم السيطرة عليهم أثناء المباراة؟ وبهذا الأسلوب وهذه الطريقة لا يمكن ضبط الجماهير بسوء هذا السلوك لكثرتهم وبالتالي لا يمكن التأثير عليهم.
والمطلوب هو حل نوعي لجميع مشجعي كرة القدم يشمل مشجعي جميع الأندية والجماهير الرياضية بشكل عام بأن يكون التشجيع بروح رياضية وعدم الإساءة للطرف الآخر. وفي بعض الدول نجد مشجعي بعض النوادي والذين يسمون بالالتراس (أي المشجعين وهذا وصف للمشجعين) لا يقومون بترديد الأهازيج وإنما يصل بهم الحال إلى التضارب ووقوع الضحايا.
ونحن في هذا البلد الطيب نشجع بانضباط حتى لا نصل إلى ما وصلوا إليه من عنف ودموية وسوء سلوك يصل إلى حد القتل أحياناً لأننا في مجتمع مسلم تربى على أن الصغير يحترم الكبير والكبير يعطف على الصغير ولكن الحماس والتشجيع يأخذ البعض إلى الخروج عن آداب وأخلاق الرياضة وروحها. ولكي يصل هذا المفهوم إلى المشجعين يجب أن يقوم الإعلام بدوره في هذا الصدد بوضع اللوحات الإعلانية في طريق الملعب أو داخله عن طريق الشاشات الإلكترونية وفي الإشارات الضوئية بالتحلي بالروح الرياضية وتشجيع اللعب النظيف سواء كان من النادي الذي ينتمي إليه الفرد أو من النادي الآخر.
وأيضاً للنوادي دور في البحث عن قائدي فرق التشجيع في المدرجات والذين غالباً ما يحملون مكبرات الصوت وقرع الطبول والطلب منهم بأن يكون التشجيع فيه أدب وعدم التلفظ بألفاظ جارحة وغير مناسبة حتى لا يتعرض الفريق للغرامة والعقوبات الأخرى التي قد تصل إلى حد اللعب بدون جمهور وكذلك عن طريق الندوات والمحاضرات داخل مقرات الأندية.
إننا في دولة دستورها القرآن ويجب أن يكون خلقنا أيضاً القرآن ونتمسك بآداب وسلوكيات القرآن وعدم التلفظ بما يسيء إلى الآخرين أو إلى بعضنا البعض والله من وراء القصد.