لقد حبا الله المملكة بحاكم غرست فيه مخافة الله وحب الوطن والمواطن لذا سخّر جهوده - حفظه الله- ومتعه بالصحة والعافية في تنمية المواطن والرفع من شأنه في جميع مناحي الحياة الدينيَّة والصحيَّة والاجتماعيَّة والتعليميَّة، لذا سخَّرت الدَّوْلة المليارات من أجل أن يعيش المواطنون جميعًا في مناطق متسعة الأطراف تشبه شبه قارة في رغد من العيش والأمن الاجتماعي والأمن الجنائي والحمد الله والكل يشهد القاصي قبل الداني ما تعيشه المملكة من أمن وأمان وقد يحسدها البعض على ذلك وقد قال - حفظه الله- في مناسبة (ما) في مجلسه الخاص أنّه يطلع على الوقوعات اليومية، التي تحصل في جميع مناطق المملكة وأنه يسّر على هذه النعمة من الأمن والأمان وقد امتد اهتمامه -حفظه الله- إلى الاهتمام (بأموال الدولة) وألا تصرف إلا في أوجهها الصحيحة وقد كرّر ذلك أكثر من مرة، ومن اهتمامه هذا أصدر أمره الكريم بإنشاء الهيئة العامَّة للفساد (نزاهة) من أجل مراقبة ومتابعة ما يصرف من أموال الدَّوْلة على مشروعات تعليميَّة وصحيَّة وطرق وبلديات... الخ، وقد قال - حفظه الله- (للمسئولين من أمراء ووزراء بأن الأمانة انتقلت منه إليهم).
إلا أننا نلاحظ أن هناك نقصًا في بعض الخدمات المقدمة للمواطن، فهناك مثلاً لو أخذنا (وزارة الصحة) نجد أن هناك نقصًا في بعض المستشفيات من الأجهزة والمعدات والأسرة إلى درجة أن بعض سيَّارات الإسعاف لا تعمل في بعض المناطق النائية، فنجد المرضى أحيانًا في الممرات وإهمال في حالات الطوارئ رغم وجود الأطباء الأكفاء والمديرين المدرِّبين للمستشفيات وأطقم التمريض على أعلى المستويات.
وكذلك ما نراه من نقص في الخدمات ومشكلات في مواجهة السيول والأمطار وفي كلِّ مرة نسمع عن أسر تجرفها السيول وبيوت تتعرض للهدم، فلماذا لا نأخذ حذرنا ونعمل على وضع مجرى لكل من السيول المتوقعة ولماذا يتم البناء في مجرى السيول، فأين مسئولو البلديات من ذلك؟
كذلك مشكلات في التَّعليم وضعف المناهج وفي كلِّ عام يتم الإعلان عن مناهج جديدة وطرق وأساليب حديثة في التَّعليم وتدريب للمدرسين والمدرسات ومبانٍ حديثة للمدارس وترك المدارس المستأجرة والمتهدمة ولكن الواقع يقول عكس ذلك.
في الخطوط السعوديَّة تأخر في الرحلات ونقصها بحيث لا تغطي جميع مناطق المملكة وعدم انتظام الرحلات وفي خدمات الكهرباء والماء يوجد خللٌّ فنيٌّ وعدم انضباط، فهل هو من العاملين أم من التقنية الجديدة أم هو قصور في الإدارة.
وبالنسبة للعائدين من الدارسين في الخارج هناك بطالة رغم حصولهم على أعلى الدرجات العلميَّة من أفضل الجامعات العالميَّة وكلما تقدَّموا بطلب توظيف لا يجدوا مكانًا أو يتم توظيفهم في غير تخصصهم وغلاء الأسعار والارتفاع في مستويات المعيشة.
فهل الخلل في الإدارات العليا أو الوسطى أم في سوء الإدارة. وقد قامت هيئة محاربة الفساد (نزاهة) وهيئة الرقابة والتحقيق بدور مهم في متابعة أعمال بعض الجهات والهيئات الحكوميَّة ورصدت بعض التجاوزات في جدة وفي حائل، حيث صدرت أحكام شرعية في هاتين المنطقتين نتيجة للقصور في بعض إدارات التَّعليم وكارثة سيول جدة وكذلك بعض الفساد في البلديات.
إن للإدارة مبادئ وأسسًا وهي كذلك فن وحسن تصرف وقدرة على التحكم في الأموال والمحافظة عليها والأفراد بما يضمن سلامة الإدارة وخدمة المواطنين والوصول بالإدارة والخدمات إلى أعلى المستويات وتحرّي الدقة في سبب تردي الخدمات.
إنها الأمانة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين على عاتق كل مسؤول أعاننا الله على أن نقوم جميعًا بواجبنا على أكمل وجه في خدمة وطننا الحبيب، الذي نعيش بعد الله في ظلِّ خيراته.