فاصلة :
(( أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر))
- حكمة صينية -
لم تعد مسألة أن تقود المرأة السعودية أو لا تقود قضية اجتماعية يختلف حولها الناس ويبتعد عنها الدارسون والباحثون لحساسيتها، بل انها بفعل مبادرة عضوات مجلس الشورى الثلاث (لطيفة الشعلان ،هيا المنيع،منى مشيط) اللواتي قدمن توصية مبنية على دراسة علمية بأهمية حصول المرأة على حقها في قيادة السيارة.
هذه المبادرة تؤكد اننا مثل جميع المجتمعات لدينا مبادرات نسوية ستعمل على تمكين المرأة في المجتمع .
عندما ساهمت الزميلة العزيزة الدكتورة هتون الفاسي عام 2012 عبر مقالتها العلمية «هل توجد نسوية في السعودية» في اصدار تجمع الباحثات اللبنانيات الصادر عن «مركز دراسات الوحدة العربية» في اصدار حول «النسوية العربية رؤية نقدية « كانت تدرك إلى أي مدى يخاف المجتمع من كلمة «النسوية «، وهي لم تخطئ إذ اننا في مجتمع يعاني فيه البعض من الرهاب من التغيير، مع أن النسوية لا تعني التحرر أو الانفلات وهناك نسوية إسلامية مستمدة تعاليمها وقوتها من منهج الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، حيث كان تعامله مع المرأة انموذجا في تمكينها من حقوقها المشروعة.
أعود لعضوات مجلس الشورى اللواتي لم يخيبن آمال المجتمع بهن ولم يكن مثل ما كثر الجدل حول وجودهن بأنه لتجميل الصورة.
حتى وان لم تقبل التوصية التي رفعتها العضوات فيكفيهن أنهن كتبن في التاريخ صفحة مشرقة بجهود المرأة السعودية اتت في إطار تحرك رسمي وليس عاطفياً للمطالبة بحقوق المرأة.
ومن يقرأ تاريخ دور النساء في العالم الغربي والعربي للحصول على حقوقهن في التعليم والعمل والتمثيل السياسي يدرك أننا نسير في الاتجاه الصحيح.
قادت المرأة السيارة أم لم تقد ليست هي المسألة، إنما صوت المرأة السعودية في المجال الاجتماعي هو ما يجعلنا ننتبه إلى ان النساء السعوديات بلا شك يصنعن مجتمعا سويا متناسقا في أدوار افراده.