فاصلة:
((ليست الثروات هي التي توفر السعادة، إنه استعمال هذه الثروات))
- حكمة عالمية -
عندما بدأت نشر أولى مقالاتي التعقيبية على كتّاب جريدة الجزيرة قبل أكثر من عقدين من الزمان، كانت الكاتبة جهير المساعد سيدة المقالات، وكان ينشر لها مقالة بحجم نصف صفحة لا زلت أذكر مقالتها «أنا في عينيه» التي علّقت عليها في صفحة عزيزتي الجزيرة، والتي كانت أيامها أيضاً سيّدة صفحات النقاشات الاجتماعية.
أين اختفت جهيّر المساعد وأين اختفى قلمها ؟
آخر مقالات مؤرّخة لها في جريدة عكاظ كانت في عام 2012م
السؤال الذي يطرح نفسه إذا غاب الكاتب من يسأل عنه؟
الذاكرة الجماهيرية ضعيفة كما وصفها شكسبير!! وحين يغيب الكاتب يسقط من ذاكرة الناس لكنه لا يختفي بالطبع من صفحات التاريخ إن وثّق.
فأين الجمعيات المهنية مثل جمعية كتّاب الرأي السعوديين التي وافقت وزارة الثقافة والإعلام على تأسيسها مؤخراً!!
هل أصاب جهيّر المساعد ما يصيب المبدعين عادة حين ينحسر الضوء عنهم، فيستسلمون إلى الأفكار السلبية حول تقدير المجتمع لإبداعهم؟
هل ارتحل قلمها إلى إحدى الصحف الخليجية أو العربية في ظل جحود الصحف المحلية؟
قلم الكاتب لا ينكسر بسهولة ولذلك فلابد أن جهيّر المساعد في مكان ما من خارطة الإبداع، لم يستطع صديقي جوجل أن يدلّني عليها، أو أنها بحاجة إلى استعادة ثقتها بعدالة الذاكرة الجماهيرية لتعود.
الفاصل الزماني بين الأمس واليوم لم يَعُد يحسب بشكل منطقي بل تجاوز ذلك في العالم الافتراضي اليوم.
لا أعرف أين اختفت الكاتبة جهيّر فقلم مثل قلمها له وزنه في تاريخ الكتابة النسائية في بلادنا، من حقنا عليه أن نتساءل عن غيابه كأقل تقدير لكم من الفائدة والمتعة الأدبية التي أمطرتنا بها زمناً طويلاً.