يبدو أن هناك إجماعا على سوء الوضع المروري يدل عليه كثرة ما ينشر في الصحف، إضافة إلى أنه محور أساسي في حديث المجالس، والكل يتساءل ما هو الحل؟ وهل علينا الانتظار سنين إلى حين اكتمال مشاريع شبكات المواصلات الحديثة، مثل قطار الرياض، والحافلات.
إن الأرقام الكبيرة لعدد المصابين محزنة، وهي تستدعي ضرورة جعل قضية المرور على قمة القضايا المطلوب دراستها والبحث عن حلول جذرية لها.
لقد جاء ساهر كحل من الحلول، ولكنه على شكله الراهن هو مجرد متابع لقاطعي الإشارة فقط، ولكنه عاجز عن ملاحقة الأخطاء الأخرى الكثيرة، وأشعر أن هناك تراجعاً في أدائه ولا أدري هل ذلك من تأثير النقد الذي وجه لهذا النظام.
إن مناقشة مشكلات المرور لا تعني على أي شكل توجيه اتهام بالتقصير أو القصور إلى إدارة المرور، فالمسألة أكبر حجماً، لأن المرور كإدارة لا يمكنه زرع آداب السير، ولإيمانه ردع الجبناء الذين يصرون على قطع الإشارات في الأماكن التي لا توجد فيها كاميرات الرصد التابعة لساهر، ولا يمكن لهذه الإدارة ملاحقة المفحطين وعاكسي الشوارع وهم كثيرون جداً والمؤسف أن هناك من يمارس كل المخالفات في هذا الشهر الكريم دون رادع من دين أو أخلاق.
إن الموضوع كما كررت مرات أكبر من إدارة المرور إن موضوع ديني أخلاقي تربوي، وبدون الاعتراف بذلك لن نستطيع علاج أزمة المرور، فعندما يدرك السائق أن قطع الإشارة ضد المبادئ الدينية وضد القيم الأخلاقية ويغرس ذلك في أعماقه، فسوف تنتهي هذه الظاهرة، وكل الظواهر والممارسات الخاطئة مثل السرعة والتجاوز والتفحيط والوقوف الخاطئ وعكس السير.
لنعمل على النظر في أزمة المرور على أنها أزمة شمولية دينية أخلاقية اجتماعية تربوية، وليست أزمة قاصرة على دور مؤسسة حكومية أمنية واحدة قد تكون لها أعذارها الكثيرة في ضعف قدرتها على التصدي لاستفحال أنماط التجاوزات والمخالفات.