نحن نطلق على المعلمة لقب (أبله) حتى الآن، ومنها خرجت علينا أنشودة (أبله نوره يا عيوني، يا للي لابسه الليموني، لابسه الساعة اللمّاعه .. الخ)، ولكن فجأة أصبحت (أبله نوره) وأخواتها لا يرضين بغير مسمى (أستاذة)، وهو بالتأكيد لقب مستحق من (باب المساواة) مع شقيقها المعلم أو الأستاذ؟!.
اليوم أوجه دعوة لكل (أستاذه) أو مديرة مدرسة أن تتجول في المكتبات أو محلات (أبو ريالين) القريبة منها، وتراقب حال الآباء والأمهات هناك؟!.
يكفي أن (تسترق) السمع وتكتشف حجم (الإحراج) و(المفاوضات) بين الطالبة وأهلها بسبب (طلبات المُعلمة) أو الوسائل المساعدة، علماً أن هناك مراحل سابقة من الصراخ والبكاء والعويل تم داخل المنزل: (ليه ما أجيب عجين سيراميك، ونول، وخيوط سنارة) صاحباتي أحسن مني؟! وقد يصاب (الأب) بالخجل والإحراج لأنه لا يستطيع تأمين 180 ريالا قيمة طلبات ابنته هذا الشهر؟!.
عزيزتي (الأبله) تخيلي أن لدى هذا الأب 3 بنات في مراحل عدة وطلبات متنوعة، ماذا يفعل لمقابلة سيل الطلبات المستمر؟! هل يقترض ليؤمن (طلبات إضافية) وغير نظامية؟! أم يرفض وتنكسر (هيبته) وقدرته في (عيون بناته) وحبه لهنّ؟!.
كم (أم) حائرة، تُقلب عينيها في السماء وتفرك يديها بصمت، لا تعرف كيف تلبي الطلبات المدرسية (لطفلة صغيرة) لا ذنب لها، إلا أنك يا عزيزتي (الأبله) أذكيتِ روح الغيرة بينها وبين زميلاتها بطلباتك، التي تعتقدين أنك لم تلزمي بها أحدا؟! تبعاً للتعليمات والأنظمة؟!.
ولكن الحقيقة أن الصورة (غير المُلزمة) عندما تطلب (المعلمة) ممن تستطيع من الطلبات إحضار (كذا وكذا)، وتقول هذا ليس إلزامي يا بنات (اللي تقدر بس)! هي من تشعل الغيرة بين الطالبات ليؤكدن لبعضهن قدرتهنّ، ومحبة أبيها وأمها لها.. الخ؟!.
عزيزتي (الأبله) باختصار: أنا أحاول أن أربي أطفالي بستر، ليذهبوا للمدرسة دون أن يشعروا بأي (نقص) عن أقرانهم، حالي ميسور وراتبي بالكاد يمشي أمور العائلة حتى آخر الشهر بسلام..!.
لماذا تريدين أن تفضحي (ضعفي)؟! وتكشفي (عجزي)؟!.
أرجوك باسم كل أب وأم (توقفي).
وعلى دروب الخير نلتقي.