إسلام (مستر بن)!
لا يزال الغموض يكتنف مسألة اعتناق الممثل العالمي الكوميدي الصامت (وان أتكينسون) الشهير بـ (مستر بن) للإسلام، خصوصاً بعد انتشار صورته وهو يرفع (إصبع السبّابة) رداً على الصحفيين، حتى قيل في عدد من المواقع العربية والأجنبية: إنها تعني (نطقه للشهادة)!.
الخبر تداولته الصحافة الغربية (كشائعة) ولم تتمكن من إثباته أو نفيه حتى الآن، لكن مجرّد طرح خبر أو شائعة (إسلام مستر بن) جعل الكثير من الناس حول العالم يبحثون عن كلمة (الإسلام) في الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا حدث سابقاً مع مشاهير آخرين مثل (مايكل جاكسون)، كما أنّ اعتناق بعض المشاهير بالفعل للإسلام مثل (محمد علي كلاي، وسارة جوزيف، وأبن رئيس الـ bbc الأسبق، ويوسف أسلام) وغيرهم من العلماء والمفكرين واللاعبين، ساهم كثيراً في البحث عن معنى (إسلام)، وهنا يجب أن نسأل أنفسنا: ما ذا سيجد الآخرون عنا؟!.
السؤال حملته لعدد من المتخصصين في التواصل الاجتماعي والإنترنت (بعدّة لغات عالمية)، وكانت الإجابة محزنة ومؤلمة، رغم وجود بعض المحاولات لعرض المعنى الصحيح (للإسلام)، لكن المتفق عليه للأسف أنّ المتصفّح الأجنبي لن يجد المعنى الصحيح (للإسلام) ضمن الخيارات الأولى المتاحة أمامه، لارتباط تداول كلمة الإسلام في مجمل المواقع الإلكترونية بصورة (مشوّهة) لا تمت له بصله، مثل العنف، والجنس، والعنصرية، والتخلُّف .. الخ!.
إضافة إلى انقسام المسلمين فيما بينهم (إلكترونياً) تبعاً لمرجعيات وخلفيات دينية، مما يسبب تشويشاً لكيفية التعرُّف على (الدين) الذي اعتنقه هؤلاء المشاهير؟!.
وهنا أتساءل عن غياب (مشروع إلكتروني عالمي) فاعل، يحمل المعاني الصحيحة للإسلام وتاريخ المسلمين، ويجيب على أسئلة المُتصفِّحين من مصادر موثّقة، ويقدم لهم المزيد بشكل جذّاب ومقنع، سابقاً، تم الحديث عن مثل هذه الأفكار، ولكن يبدو أنها تعاني من بعض (العقبات) حتى تؤدي دورها المطلوب لحوار الأديان وخدمة الإنسان؟!.
تداول خبر إسلام (مستر بن) أو أحد المشاهير الآخرين في الصحافة الغربية - حتى لو كان مجرّد إشاعة - أليس فيه فرصة لتصحيح (الصورة الخاطئة) عن الإسلام في أذهان الناس؟!.
أرجو أن تعي الجمعيات والمؤسسات الإسلامية العالمية هذا الدور؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net
fj.sa@hotmail.com
