(التطفيش) على رأس العمل؟!
اليابان وسنغافورة وماليزيا وكوريا (دول) نجحت في توطين الوظائف للعاطلين من أبنائها، وتقليص أعدادهم، باعتمادها على برامج و مفهوم (التدريب على رأس العمل) في شركاتها العملاقة؟!.
وهنا (زبدة الموضوع) فمهما كانت الشهادة التي يحملها طالب الوظيفة أو تخصصه تبقى ممارسة العمل الفعلية على (أرض الواقع) هي الفيصل في تحقيق مدى نجاح هذا العضو وتأقلمه مع احتياجات (مهنته) وسرعة اكتسابه للخبرات والأدوار المتوقع منه القيام بها!.
وأظن أن ذات البرنامج هو من أسباب فشل التجربة لدينا في القطاع الخاص (مقارنة بالتجارب التي ذكرت)، لأن ما يُسمى بالتدريب على رأس العمل لدينا ما هو في حقيقته في أغلب المواقع إلا (تطفيش على رأس العمل)؟!.
لأن من يدرب المواطن لن يعطيه كامل (الخلطة السرية)، وسيُصعب المسألة عليه، وربما وضع (العقدة في المنشار) حتى لا يأخذ مكانه غداً، و لا أحدا يلوم أحدا على الحفاظ على (لقمة عيشه) ومصدر رزقه، لكن اللوم يقع على وزارة العمل وعلى أرباب المشاريع الذين لا يضمنون للمواطن الشاب (المتدرب) العدالة والكفاية اللازمة ليحقق ذاته، ويكتسب الخبرة المطلوبة بشكل صحيح ومباشر حتى يثبت جدارته و يأخذ مكانه الطبيعي!.
تسرب المتدربين على رأس العمل، وتطفيشهم (خير دليل) على مثل هذه المناكفات أثناء فترة التدريب، بشهادة العديد من العاطلين؟!.
سأروي لكم (طُرفة) حول التدريب على رأس العمل حدثت لصديقي (أبو محمد) عندما استقدم (سائقا خاصا)، وطلب من السائق الآخر (للعائلة) تدريبه على اللغة العربية والمصطلحات والشوارع، تقاعس الأخير خوفاً من الاستغناء عنه، رغم أن ذلك لم يكن وارداً؟!.
فما كان من صاحبنا إلى انتداب (السائق الجديد) للتدريب على رأس العمل (بأجر مدفوع) وتوصيل الطلبات لدى (بقالة زيد) في الحارة المجاورة، وبعد شهر من التدريب المكثف، أصبح السائق الجديد (يعرف الشوارع جيداً)، ويطقطق عربي، وهنا قرر أبو محمد الاستغناء عن الأول والاعتماد على الثاني الذي أثبت جدارته!.
رغم الخطأ الذي ارتكبه صديقي، إلا أن فكرته أعجبتني بتوفير مناخ مناسب (للتدريب على رأس العمل)، يطلق المهارات الإبداعية بداخل أي إنسان مهما كانت (وظيفته بسيطة)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net
fj.sa@hotmail.com
