بخطى واثقة وإيقاع متسارع ورؤية واضحة محددة وقبل ذلك ومعه طموحات لامحدودة تمضي قافلة التنمية المستدامة في منطقة نجران؛ وفق تخطيط علمي سليم بقيادة أميرها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز.
ولأنه ليس من رأى كمن سمع؛ فمابال القارئ الكريم وقد رأيت وسمعت الكثير مما يؤكد انطباعاتي التي عاينتها على أرض الواقع؛ حين شرفت بحضور حفل افتتاح منتدى الاستثمار الثاني في نجران الذي عقد برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة؛ وحضور دولة رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد وعدد من الوزراء الى جانب مئات الشخصيات الاقتصادية المحلية والعالمية، بمركز الأمير مشعل للفعاليات والمؤتمرات المجهز بأحدث التجهيزات والمنفذ خلال مدة قياسية.
وأحسب أن المنتدى قد قدم فرصة ثمينة للتعريف بالبيئة الاستثمارية والأنظمة المحفزة للاستثمار في منطقة نجران، ودور الخدمات والبنى التحتية في النمو الاقتصادي؛ وجذب الاستثمارات إلى جانب الاستثمار البشري بين التعليم والتوظيف، ودور الجهات التمويلية في دعم الاستثمار، وسبل تطوير القطاع الصناعي لتعزيز الهوية الاقتصادية، وطرح واستعراض الفرص الاستثمارية في المنطقة.
ولا شك أن عوامل النجاح الكثيرة كان في مقدمتها الإعداد الجيد للمنتدى؛ وقد تبدت بعض ملامحه في وجود شخصية الأمير مشعل على رأس المنتدى مع حضور الدكتور مهاتير محمد تلك الشخصية الفذة ذات التاريخ المشرف؛ علاوة على مشاركة صناع القرار من وزراء واقتصاديين بتجاربهم وخبراتهم بما منح المنتدى ثراء وفاعلية كبيرة في منطقة واعدة بالكثير ومليئة بمقومات وعوامل نمو وتطور واضحة جلية؛ فجاءت أوراق العمل التي طرحت أثناء المنتدى بمحاور وأفكار لمشاريع ذات مردود اقتصادي كبير؛ ساهمت في إبراز خصوصية المنطقة وتميزها من خلال التعريف بمقومات الاستثمار المتنوعة والكشف عن مجموعة من الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاعات الأعمال المختلفة كالتعدين والسياحة والصناعة وغيرها.
وكان لافتا وجيدا في آن واحد أن تناقش مثل هذه المنتديات نقاط الضعف في البيئة الاستثمارية بمناطق ومحافظات الأطراف والتي تمثلت في تدني كفاءة الاستثمار في تحقيق النمو الاقتصادي وبالذات في المناطق الأقل نموا، إلى جانب تباطؤ تأثيره في تحقيق التحول الهيكلي وتنويع النشاطات الاقتصادية، ولعله من الجدير بالدراسة أيضا؛ أسباب عدم قدرة مناطق المملكة غير الرئيسية على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
والمؤكد أنه من المفيد هنا؛ ترسيخ حقيقة مهمة مؤداها أن البنية التحتية في المملكة شهدت تطورا كبيرا في ما يتعلق بالطرق وبناء المدن الصناعية إلى جانب التوسع في إنشاء محطات الكهرباء وشبكات المياه في فترات ماضية، وفي هذا السياق نقرأ ما كشفه أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز عن صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على ربط منطقة نجران بمنطقة جازان بطريق معبد على أحدث الأسس بقيمة بلغت 3 مليارات ريال ليكون له العائد الكبير على التنمية في المنطقة خاصة بعد ربط المشروع بالميناء البحري في جازان.
ويبقى أن أذكر أنني خلال حضور المنتدى سعدت بلقاء العديد من الفضلاء من أعيان وأبناء المنطقة كان منهم الشيخ علي الحمرور رئيس الغرفة التجارية السابق؛ رجل الأعمال المعروف؛ والشيخ حسين دغمل وأخويه الشيخ علي و حمد دغمل الذين ساهمو في البنية الحضارية لنجران من خلال مشاريع عدة منها مجمع نجران مول وبرج نجران الذي سيشكل أحد معالم المدينة؛ إلى جانب لقائي وكيل إمارة المنطقة المساعد للشؤون التنموية الأستاذ النشيط زياد غضيف ومسؤولي الغرفة التجارية الصناعية على رأسهم الأستاذ محمد حسن شتران وآخرين يستحقون كل الشكر والتقدير على جهودهم وتفانيهم وكرم أهل نجران وحبهم للضيف وترحيبهم به فهم مضرب المثل في الكرم والشهامة والمروءة ونتمنى لنجران وأميرها المبدع وأهلها النجاح في مشوارهم نحو التنمية والتطور بما يليق بالمنطقة وتاريخها.