عندما قالت الشاعرة بخوت المرية:
عيد وبي بالخلا والفريق معيدين |
كل عذرا زينت بالخضاب كفوفها |
كن في قلبي سنا نار ربع نازلين |
شطروها بالخلا والهبوب تلوفها |
فهي تصور كيف كان أسلافنا يحسبون للأفراح حسابها رغم معاناتهم المتمثلة بالخوف والجوع وقسوة الظروف بدليل تحسرها على فوات العيد في مضارب قومها وبذلك تفوتها مشاركات نساء الحي بمظاهر العيد المتمثلة بالحناء.. وثوب العيد وما اعتادوا عليه في المناسبات من إقامة الأفراح بأسلوب بدائي لكنه جميل.
أما اليوم ونحن في أرغد عيش وأسعد حال فقد فقدنا لذة الاستمتاع بالأفراح فالكل مشغول حتى يوم العيد ولسان حال البعض قول الشاعر العربي:
بما مضى أم لأمر فيك تجديد |
أو قول الشاعر الشعبي سمو الأمير سعود بن بندر -رحمه الله:
لو حسوا بما بي يقولون لاباس |
هكذا معظمنا في هذا العصر يلهث وراء مصالحته الخاصة ضارباً بعرض الحائط كل الواجبات الاجتماعية حتى في الأعياد التي جعلها الله لنا مواسم أفراح يجتمع فيها الناس بحب ووئام آخذين إجازة من كل صخب الحياة ومصالحها الخاصة.. فهل نتعظ ونعود إلى فطرتنا التي فطرنا الله عليها ونتفاعل مع كل مناسبة بما تستحق؟! آمل ذلك!
محمد بن حمدان الحربي
|