امرأة من بلدة الدجيل:
الأمريكيون (سلبوا منا فرحتنا)

* عمان - ا ف ب:
قالت امرأة عراقية لاجئة في عمان تتحدر من بلدة الدجيل الشيعية (لقد سلب الأمريكيون منا فرحتنا)، وذلك بعيد ساعات من تنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين إثر إدانته بقتل 148 قروياً في مسقط رأسها.
وتقول هذه المرأة التي تبلغ من العمر 60 عاماً وتفضل ان تقدم نفسها على أنها أم محمد، إنها تكن الكثير من الحقد لصدام حسين كونه يتحمل المسؤولية عن مقتل زوجها وعدد آخر من أفراد أسرتها.
ونفذ حكم الإعدام شنقاً في الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي حكم البلاد منذ 1979 بقبضة من حديد فجر أول أيام عيد الأضحى السبت، أثر إدانته بقتل 148 قروياً شيعياً في بلدة الدجيل في ثمانينات القرن الماضي بعد محاولة اغتيال فاشلة.
وتقول أم محمد (بالتأكيد كنت أتمنى له المصير نفسه الذي كان يجرعه لخصومه. كنت أريده أن يموت لكن الطريقة التي اتبعها الأمريكيون للوصول إلى هذا سلب منا فرحتنا). وأضافت (كان على العراقيين وخصوصاً سكان بلدة الدجيل أن يجعلوا صدام يدفع ثمن أفعاله وليس قوات الاحتلال). وتابعت (بالإضافة إلى ذلك فإن اختيار أول أيام عيد الأضحى لتنفيذ حكم الإعدام سيجعل منه شهيداً).
واعتبرت أم محمد التي تعيش في عمان منذ عام 2004 أن (الأمريكيين أداروا كل هذه العملية بطريقة سيئة). وأضافت أن الأمريكيين (أعطوا لصدام محكمة حرة خلال عدة شهور تمكن من خلال جلساتها التوجه للشعب وكأنه لا يزال في السلطة بحيث أن الكثير من الناس أعتقد أن بإمكانه العودة إلى سدة الحكم).
وأوضحت أم محمد وقد بدأ عليها التأثر الشديد (زوجي اختفى في 1982 ولم نعثر حتى اليوم على جثته بالإضافة إلى أن اثنين من أبناء أختي الذين لم يكن الحق في أن يحصلوا على محاكمة حيث تم التخلص منهم مثل الحيوانات).
وفجأة تقاطع أم محمد ابنها الذي كان جالساً إلى جانبها عندما يقول إن (العراق لا يحكم إلا بشخص مثل صدام الذي حكم البلاد بقبضة من حديد). وقالت (كيف يمكنك قول هذا؟. هل تعتقد أنه كان باستطاعتنا أن نكون هنا لو كان صدام في الحكم؟).
ثم سكت قبل أن يهمس أن (الأوضاع ليست بأفضل اليوم في العراق مع كل هذا القتل).
وخلصت أم محمد وهي تهز برأسها (أنا لم أعد أعرف بماذا أفكر) قبل أن تمسح دموعها.