| |
أضواء لا يحصل إلا بالعراق جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
هذا هو العراق.. مهما كانت الظروف والأوقات، إن كان يحكمه العسكر، أو يحكمه البعث، أو يحكمه من يبشرون بالديمقراطية. جبابرته وحكامه دائماً ينتهون نهاية وحشية ومأساوية، ولا يختلف في ذلك عبدالكريم قاسم الذي كان أول حاكم عسكري في العهد الجمهوري بعد قيادته مع زميله العسكري الآخر عبدالسلام عارف، فالجنرال (اللواء) عبدالكريم قاسم ودع السلطة في وزارة الدفاع بعد إطلاق الرصاص على رأسه إثر محاكمة سريعة، ليدفن في قبر مجهول، وبعده قتل عبدالسلام عارف محترقاً إثر حرق طائرته في عملية تخريبية فوق مدينة القرنة قرب البصرة، ليخلفه أخوه اللواء عبدالرحمن عارف الذي يعد أحد اثنين هما اللذان نجوا من محرقة الرؤساء العراقيين مثله مثل من خلفه اللواء أحمد حسن البكر، وكلاهما تنازل عن الحكم، الأول بانقلاب أوصل البعثيين للحكم، والثاني بانقلاب حزبي داخل البعث قاده صدام. قيل وقتها إنه تنازل لنائبه صدام حسين الذي أوصلته الرئاسة إلى حبل المشنقة. هكذا العراق.. تاريخ دموي دائماً، يبدأ الحكم بالدم وينتهي بالدم، فالعهد الجمهوري العراقي بدأ بداية دموية مأساوية حينما قتلت العائلة الهاشمية الحاكمة بل وسحل أفرادها في شوارع بغداد. نهاية صدام ورغم كل ما أثير حوله حولته إلى رمز وبطل على الأقل لدى أنصاره ومن ظل يؤيده حتى وفاته فجر اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك؛ فهؤلاء الأنصار الذين كانوا يرونه بطلاً في حياته، لاشك سيعتبرونه بطلاً بعد مماته، وقد شاهدوه رابط الجأش يتوجه إلى منصة الإعدام بشجاعة. وحتى من لا يتفقون مع صدام اعتبروا إعدامه حماقة وعملاً غير سديد، فالاتحاد الأوروبي اعتبر إعدام صدام همجياً، ويحوِّله إلى شهيد. أما المحللون السياسيون المستقلون فإنهم يرون في حالة إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وبهذه السرعة، وفي اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك (يوم النحر) عند المسلمين سابقة لا يمكن أن تحصل إلا في بلد يحكمه ساسة متعطشون للانتقام، ودلالة رمزية وسياسية ومعنوية موجهة ضد كل من يعترض أجندة الاحتلال الأمريكي في العراق والحكام العراقيين المتعاونين مع الاحتلال.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|