| |
على أعتاب عرفات
|
|
ليلة شريفة تشرق على الأمة، نادت هذه الليلة في السماء فاستجاب لها أهل البقاع وأتوها من شتى الأصقاع.. نادى الخليل بصوت ضعيف فأجابه البر الرحيم منك النداء وعلينا البلاغ.. سار الحجاج وازدحموا في الفجاج، الكل لبى للنداء واستجاب وبشوق الطاعة هب وأناب.. على عرفات سالت الدموع والأشجان، وعلى صعيده انهالت الآهات والزفرات.. تاب المذنبون ورجع المبعدون إلى رب رحيم وإله كريم، لا يمكنني أن أسرد الفضائل أو أن أذكر المحاسن، لكنها أيام يرجع بعدها الحجاج إلى ديارهم كيوم ولدتهم فيه الأمهات.. غابت شمس عرفات مكللة بالدعاء مرفوعة إلى رب الأرض والسماء، والكل قد بذل جهده واستنفد قدرته.. طالبين المغفرة والرحمة من صاحب الجود والمنَّة. سعادة عظيمة لمن انهالت دمعته، وانغسلت حوبته، وعاد إلى ربه بحمده وعزته.. آية الفرح لمن ألحَّ بالدعاء، ولج بالغفران، وهامت نفسه فوق السحاب بالعودة إلى الله.. التشويق إلى البيت العتيق لحظة تنتظر التقرير فليقم العبد الذليل بلبس إحرام بسيط ويرفع يديه ملبياً لربه ومولاه.. قبل أن تبدأ بالحج هل سألت لماذا أجبت، لبيك اللهم لبيك هو الشعار وقطعتان بيضاوان هما الرداء، والله هو الرب الإله.. وخذوا عني مناسككم الدليل والبرهان واجتماع الأمة هو الهدف والمراد. المقصد والمراد من الحج جوهرة عظيمة قليل من يفقهها واجتماع الأمة في وقت التشتت والفرقة، لمحة عظيمة لا بد أن تُفقه وتُعلم.. يسَّر الله للحجيج حجهم، وأعادهم المولى الكريم إلى دارهم أجمعين سالمين، فقد أُزيلت زلتهم وغُفرت حوبتهم..
خالد بن محمد بن سعود آل مساعد - الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
khwwwkh@hotmail.com |
|
|
| |
|