قائد الدفاع المدني بعرفات العميد الغامدي لـ«الجزيرة »:
دراسات ميدانية لتحديد المربعات الخطرة والآمنة بعرفات..

* المقدسة - إبراهيم بكري :
في الوقت الذي طمأن فيه قائد الدفاع المدني بعرفات العميد محمد عبدالرحمن الغامدي الحجاج باستعدادات الدفاع المدني بعرفات لم يخف هاجسه وقلقه بشأن المخيمات التقليدية القماشية السائدة بعرفات بسبب قابليتها للاشتعال والحرائق بصورة سريعة.. (الجزيرة) في هذا الحوار تتطرق للعديد من الجوانب حول استعدادات الدفاع المدني بعرفات التفاصيل:
* يدرك سعادتكم أهمية التنسيق بين الدفاع المدني والأجهزة الأخرى لإنجاح مهمة الحج.. فما دوركم في هذا الجانب؟
- الدفاع المدني والأجهزة الحكومية والأهلية تشكل منظومة واحدة لمجابهة الطوارئ بالحج والتنسيق أمر حيوي ومهم لذلك بعد حج كل عام يواصل الدفاع المدني تنسيقه مع الجهات الأخرى المشاركة بالحج لمعرفة الإيجابيات لتعزيزها والسلبيات لمعالجتها مما تسهم في حركة مستمرة لتطوير الخطط.. والجدير ذكره أن غرفة عمليات الدفاع المدني بالمشاعر المقدسة هيئة غرف عمليات لمندوبي الجهات الحكومية المشاركة بالحج يشارك من خلالها مندوب من كل جهة ذات علاقة ليجسد همزة الوصل بين الدفاع المدني وجهته وأن العمل تعاوني وكل جهة تساند الجهة الأخرى لأن الهدف واحد هو خدمة ضيوف بيت الله الحرام.
* منطقة عرفات تقع في وادٍ مما يجعلها عرضة للتعرض للسيول خاصة أن المؤشرات الجوية تدل على هطول الأمطار.. فما هي استعداداتكم لمجابهتها؟
- الاستعدادات كبيرة لمجابهة السيول من خلال خطط علمية ومدروسة تم تصميمها بعد دراسات ميدانية على أرض الواقع بعد مسح شامل لمنطقة عرفات تم تحديد المربعات الخطرة والآمنة ورسم خريطة يوضح من خلالها مناطق الإخلاء والإسناد والإيواء ويوجد بالقرب من المواقع الخطرة قوات بشرية وآلية في حالة تأهب لتدخل في أي طارئ.
ومما يجب ذكره أن استعدادات الدفاع المدني لمجابهة السيول لا تقتصر على موسم الحج فقط، بل طيلة العام يتم التنسيق مع الجهات المعنية لإزالة مسببات الخطر من خلال تثبيت الصخور المهددة بالسقوط أو إسقاطها وإزالة جميع العوائق في شبكة مجاري تصريف الأمطار وإعادة تأهيل مصدات السيول.
وهذا العام بعرفات ستشارك معدات الإنقاذ المائي قوارب مجهزة بأحدث الإمكانات لمجابهة السيول لتجسد إضافة مهمة وحيوية ونحن في الدفاع المدني نؤمن بأهمية تعاون الحجاج بعدم الصعود للجبال والمرتفعات الخطيرة حفاظاً على صحتهم وسلامتهم.
* لا يخفى عليكم بأن الخيام التقليدية القماشية سريعة الاحتراق لكنها مازالت هي السائدة في صعيد عرفات لتطرح استفهامات عديدة حول إمكانية الدفاع المدني في السيطرة على الحرائق بعرفات؟ وهل يوجد مراكز للإيواء بعرفات؟
- الخيام التقليدية القماشية بعرفات تجسد هاجساً مخيفاً في نفوس رجال الدفاع بسبب قابليتها للاشتعال بصورة سريعة لكن نسأل الله لطفه وحمايته ومن جانبنا بالدفاع المدني وضعنا ذلك في الاعتبار عبر مشروع جبار بدعم حكومتنا الرشيدة غطت مساحة عرفات بعدد 1224 حنفية حريق ويفصل بين كل حنفية والأخرى 90 متراً ومدت خراطيم إطفاء بطول 120 متراً و26 وحدة إطفاء و27 وحدة إنقاذ و11 برج مراقبة مهمتها إيصال الإشارة لغرفة العمليات بتحديد رقم المربع لتسهل عملية الوصول لموقع الحادث في أسرع وقت بالإضافة إلى 47 وحدة إنقاذ مصغرة مهمتها عند وصول إشارة من مصلحة الأرصاد الجوية بوجود تنبيه حول احتمال حدوث هطول أمطار لتنتشر في مربعات محددة تعرف بتجمع مياه السيول فيها لتباشر واجباتها في أسرع وقت كما يوجد ثلاثة مواقع للإسناد على مشارف عرفات مجهزة بآليات يتم الاستعانة بها وقت الحاجة. ولكي تسهل عملية السيطرة على عرفات بسبب مساحتها الكبيرة التي تقدر 16 كلم2 إلى خمس مناطق تقع تحت قيادة الدفاع المدني بعرفات.
أما حول مراكز الإيواء يوجد مركزان بمشعر عرفات مجهزان بأحدث الإمكانات من مختلف النواحي تجسد مدى حرص حكومتنا الرشيدة في مواصلة رعايتها للحجاج في جميع الظروف والأحداث.
* تجسد أسطوانات الغاز قنابل موقوتة في الحج.. فهل مازال منع استخدامها مستمراً؟ وهل هناك غرامات يتم تطبيقها على المخالفين لاشتراطات السلامة؟
- نعم أسطوانات الغاز ذات مخاطر كبيرة ولذلك يمنع استخدامها بالمشاعر المقدسة. وهناك غرامات يتم تطبيقها على استخدام وحيازة أو بيع أسطوانات ومواقد الغاز داخل المشاعر اعتباراً من بداية شهر ذي الحجة والغرامات تتراوح من ألف ريال إلى خمسة آلاف ريال مع إيقاف ومساءلة من يتعمد مخالفة الأنظمة والتعليمات.
* لاحظنا تركيز الدفاع المدني على تطبيق تمارين لخطط فرضية داخل المخيمات في عرفات فما فائدتها؟
- الخطط الفرضية مهمة جداً لمعرفة السلبيات ومعالجتها قبل حدوث أي طارئ وتنفذ في الحج كتدريب يحاكي الواقع على حقيقته وهي نوعان الأول عبارة عن خطط فرعية خاصة بكل جهة وقسم للتأكد من جاهزيته وتلقيه التدريب الكافي لتنفيذ المهام المناط به والثاني خطط رئيسية عامة تشارك فيها جميع الجهات المعنية للتأكد من حجم الاستعدادات ويجب أن ندرك أن كل شخص بالمشاعر المقدسة من الحجاج والعمالة بالمخيمات يجسدون خط الدفاع الأول لدفاع المدني لأن الحريق في بدايته يمكن السيطرة عليه بيسر وسهولة لو وجد شخص واع بآلية التعامل معه بالإرشادات التي توجه بها الدفاع المدني.
* كلمة أخيرة أو رسالة للحجاج؟
- نحن في الدفاع المدني نسأل الله أن يوفقكم في حجكم بيسر وسهولة ونطمئنكم أن الاستعدادات كبيرة والوضع مطمئن ولا داع لأي قلق بشرط أن نلتزم جميعاً بتعليمات الأمن والسلامة ونسأل الله عزّ وجلّ أن يكون حج هذا العام في أمن وأمان.