تسبب في أزمة سياسية استوعبتها المؤسسات الدستورية
في العام المنصرم.. حدث جلل في الكويت أثبت مجدداً حب المواطنين لآل الصباح

كان الكويتيون على موعد مع حدث جلل يوم الخامس عشر من شهر يناير 2006م، وهو اليوم الذي شهد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت، ولم يكن من الغريب أن يشارك عشرات الآلاف من الكويتيين وعدد من القادة العرب في مراسم تشييع جنازته في اليوم التالي لوفاته، وكانت صور الجنازة مهيبة.
وكان في مقدمة مودعي الشيخ جابر أمير الكويت الجديد الشيخ سعد العبدالله الصباح (الذي خلف الشيخ جابر تلقائيا حسب الدستور) وقد ظهر الشيخ سعد أثناء مراسم التشييع وهو يتنقل على كرسي متحرك.
وبعد ان أديت صلاة الجنازة أنزل النعش وووري الجثمان الثرى في مقبرة الصليبخات. وكان الشيخ جابر مريضا منذ اصابته بنزيف في المخ عام 2001م.
وأجريت له جراحة في ساقه في الولايات المتحدة في مايو 2005م. وحكم الشيخ جابر الكويت منذ 31 ديسمبر كانون الأول 1977 وهو الحاكم الثالث عشر من أسرة تحكم الكويت منذ 245 عاما منذ ان هاجرت قبيلة عنزة التي تنتمي اليها عائلة الصباح من قلب الجزيرة العربية.
ولقد عاشت الكويت بعد رحيل فقيدها الكبير مرحلة لم تخل من التعقيد والحساسية والصعوبة مثلما لم تخل أيضا - وفي كل لحظاتها - من مشاعر الحب الجارف للكويت، والتمسك الشديد بقيادتها الشرعية، والحرص البالغ على وحدتها وتماسك شعبها.
كما أثبتت قوة المؤسسات الدستورية الكويتية. فلقد انشغلت الأوساط السياسية و(الديوانيات الكويتية) التي هي بمثابة برلمانات مصغرة، بالحالة الصحية لأمير دولة الكويت الشيخ سعد العبدالله الصباح (76 عاما)، حيث رأت أوساط الشعب الكويتي مدعمة بأغلبية أبناء الأسرة الحاكمة أن الوضع الصحي لا يُمكِّن الأمير سعد العبدالله من تأدية دوره ولذلك فإن الغالبية من أفراد الأسرة الحاكمة اختارت رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الصباح أميراً جديداً للبلاد ليحل محل الأمير الحالي المريض.
وقد حضرت الغالبية العظمى من أفراد العائلة الحاكمة إلى منزل الشيخ صباح الأحمد الصباح وأعربوا عن ثقتهم التامة به ليصبح الأمير الجديد نظراً للحالة الصحية للشيخ سعد العبد الله، وقد وافق الشيخ صباح على طلبهم.
وعلى إثره اتخذ مجلس الوزراء الكويتي قراراً بالبدء في الإجراءات الدستورية لعزل أمير الكويت الشيخ سعد العبد الله، لكنه قرر تأجيل الإعلان الرسمي عن هذا القرار لمنح فرصة لمساعٍ تهدف إلى إقناع الأمير بالتنحي عن الحكم.
وكان رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي قد تلقى طلباً رسمياً من الشيخ سعد العبدالله يطلب فيها عقد جلسة للبرلمان لأداء القسم القانوني بوصفه أميراً للبلاد.
ولكن مجلس الأمة صوت في جلسة لاحقة على نقل كافة صلاحيات أمير الكويت الشيخ سعد العبد الله إلى مجلس الوزراء لحين اختيار أمير جديد للبلاد وذلك بسبب خلو منصب ولي العهد.
وقال الخرافي في بيان تلاه عقب جلسة البرلمان (إن المجلس تثبت بصورة قاطعة من التقرير الصحي) الذي تلي في الجلسة ويؤكد فقدان أمير الكويت قدرته الصحية وقرر بإجماع (كامل أعضائه الـ 65 نائباً ووزيراً انتقال صلاحيات الأمير بصفة نهائية وفق المادتين 3 و4 من قانون توارث الإمارة).
وأوضح الخرافي إنه (لخلو منصب ولي العهد، يمارس مجلس الوزراء اختصاصات رئيس الدولة لحين اختيار الأمير) الجديد.
وأكد الخرافي إلى أن مجلس الأمة (تسلم كتاب تنحي سمو أمير البلاد بعد إجراء عملية التصويت على تنحيته وفقاً للمادة الثالثة من قانون توارث الإمارة).
وكشف الخرافي بأن مجلس الأمة سيعقد جلسة لمبايعة الأمير الجديد الذي سيؤدي القسم بعد ترشيحه من قبل مجلس الوزراء في جلسة خاصة بهذا الشأن.
وفي التاسع والعشرين من يناير أدى أمير الكويت الجديد الشيخ صباح الأحمد الصباح اليمين الدستورية أميراً للكويت، وذلك في الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس الأمة الكويتي بحضور رئيس المجلس جاسم الخرافي وأصحاب السمو والشيوخ وأعضاء المجلس ورجال السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكويت ووسائل الإعلام الخليجية والعربية والأجنبية.