الشاعر الكبير حمد بن ناحي البديري المطيري - رحمه الله - عايش حياة البادية وتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن سبل المعيشة، وقد مرت بشاعرنا الكثير من المواقف التي عانا منها وجسّد فيها قصائده. ومن المعاناة التي مرت به وفاة ثلاثة من أبنائه أتتهم المنية تباعاً بسبب مرض وقد انفجع على هؤلاء الأبناء وكادت أن تعمى عيونه من البكاء عليهم. وزاد انفجاعه بشدة على ابنه الثالث... وعن هذه المعاناة قال قصيدة طويلة لا يتسع المجال لذكرها كاملة ولكنني سوف أورد لكم بعضاً من أبياتها حيث يقول فيها:
يالعين هات الدمع كله من اقصاه |
يا صرم قلبي صرم زرعٍ تقفاه |
عشرين مخلب في ايدين أو جريه |
وياتل قلبي تل غرب نثر ماه |
ظلّت تتله تل لين امرج ارشاه |
وياونتي قلت أهـ ثم أهـ ثم أهـ |
وارج العوض من عند جزل العطيه |
واطيري اللي ما تخسست مجناه |
عز الله اني ما تهاونت بغذاه |
اعطيه كل اللي تحوشه ايديه |
واليوم مالي عن هل البيت نيه |
ورزقي على اللي يعلم اقصاه وادناه |
يالله مالي واحدٍ غيرك انصاه |
يوم العيال اطلقتهم من يديه |
طيرٍ خذه ربي والاخر تقفاه |
يازين حلقتهم على الضوء زيناه |
اليا جيت في بيتي وصكو عليه |
رحم الله شاعرنا.. وإلى اللقاء مع معاناة شاعر آخر.
زهران عون الله المطيري /بريدة
|