Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/12/2006G Issue 12509مدارات شعبيةالخميس 08 ذو الحجة 1427 هـ  28 ديسمبر2006 م   العدد  12509
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الشعر هو ما أطرب وهز النفوس

يقول ابن رشيق في كتاب العمدة: (إنما الشعر ما أطرب وهز النفوس وحرك الطباع).
من هذه النقطة أريد أن أبدأ من الشاعر - الشاعرة؛ فلكل شاعر أسلوبه الخاص به.. من صياغة العبارات.. إيجاز.. إطناب.. سهولة.. غرابة.. بساطة.. تعقيد.. جمال.. تنافر.. كذلك طريقته في الاستعارة والتشبيه والكناية؛ فالشاعر الحقيقي هنا هو سيد الموقف.. بحيث يملي بقدرته المعرفية والحسية ربط علاقة متزنة مع قصيدة من جهة.. ومع القارئ من جهة أخرى.. متدرجاً بالفكرة وملائماً بالنص لذائقة المتلقي.. فبروز العنصر الذاتي المنبثق من ثقافة عالية واطلاع مستمر يجعل الشاعر يسيطر على أدواته.. من حيث الخيال والعاطفة والرمزية والإيحاء.. التي تعمل على كدّ ذهن المتلقي والتأمل والتفكير في معطيات النص.. والانغماس في كينونة واستخراج المعاني الجليلة والصور الجديدة.. لكن هذا لا يعني أن ينزلق في الغموض والإبهام (الرمزية..)؛ ففي أغلب الأحيان يطمس المعنى المراد الوصول إليه بقصد أو بدون قصد من كتاب النص.. ومن جهة معاكسة الوضوح الذي لا يترك للقارئ فرصة في التلذذ والفائدة.. فتجده عندما يقرأ يسرد النص سرداً يوصله بالنهاية إلى انطباع سيئ.. وشعور بالملل والكآبة؛ فلا يعيد قراءة النص مرة أخرى أو يجعل له حيزاً في الذاكرة؛ فالتقليدية في النص لم يعد لها رواج في مدركات المتلقي ونهم ذاتيته المفرطة؛ فعندما تقرأ قصيدة تحكم عليها بأنها كتبت قبل خمسين سنة؛ لتقارب أو تطابق الأسلوب والمفردات ونوعية تسلسل القصيدة وفكرتها ودلالاتها اللفظية والمعنوية.. فأنا هنا لست ضد الشاعر باستخدامه (المفردة) وبعدها البيئي الزماني واستخدامها في النص.. بقدر ما يجب على الشاعر توظيفها بصورة جميلة تناسب كفكرة مستوى الوعي عند القراء.. والعصر الذي نعيشه والثقافة التي وصلنا لها؛ فالقصيدة هي قراءة لشاعرها في المقام الأول؛ أي معبرة عن شخصيته وكينونته؛ فشاعر ابن بيئته يتأثر بما حوله من مدركات حسية ومعنوية.. فتصب في عقله الباطن وتملي عليه طريقته في الأسلوب والتفكير والتعبير والتصوير (من عواطف وانفعالات ولغة)؛ فلكل شاعر طريقته ومنهجه الذي يميزه عن غيره من الشعراء.. لينشئ له خطاً واضحاً مستقيماً مكوناً بذلك أسلوباً ينفرد به وببصمته الذاتية.. بحيث يعرفه قارئه من مفرداته وطريقه طرحه؛ فالنص إذن مرآة لنفس الشاعر تعكس ما يدور بخلده وما يتردد في وجدانه من أحاسيس ومشاعر.. فيصيغها لنا بدوره أو بعضاً منها على الأقل كقالب فني مترابط الوحدة متكامل البناء.. فالموروث الشعبي هنا مطلوبة المحافظة عليه.. والاتكاء عليه كخلفية مستمدة من بيئتنا المحيطة بنا.. والتطور سمة ضرورية لمواكبة مدارات القراء.. وهدف جليل لتناغم قوي بين مرحلتي الوعي واللا وعي.. واستنباط ما وراء النص من دلالات ومعان جميلة؛ فالشاعر يجب أن يعرف ويعي كيفية مسك (النص) من الوسط؛ فلا يكون غارقاً في الرمزية ومتلطخاً بوحل الغموض.. ولا يكون كصخرة صماء لا ظل.. ولا فل.. بل يسعي هو إلى أن يبتكر المناخ المناسب ليستدرجنا إليه بكل روعة وإتقان.. ويجعلنا نغوص ببحر إبداعه تاركين انطباعات مريحة وممتعة في لحظة حالمة هادئة.. فينقض بطرحه الإبداعي على الواقع الخامل.. المتشبث بغبار طاب له المكوث بين طيات الفكر مداهماً إياه بكل شجاعة واقتدار.. مشعلاً أنفاساً تتلذذ بشرب لهب الحضور وحرارة الفكرة الجديدة واختزالها.. فيجب هنا أن تكون العلاقة موجبة من الطرفين الشاعر والملتقي؛ أي أن يكون كل منهما شاحذاً لهمة الآخر عارفاً ما يريد وما لا يريد.. قلائل هم من يسبقون عمرهم الزمني بقصائدهم الرائعة الممتعة.. وقلائل من لم يتجاوزوا بنا مرحلة الشعر التقليدي بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.. من حيث الأسلوب والصور والتراكيب الفنية للقصيدة وبنيتها بشكل عام.. فبعض الشعراء في عصرنا الحالي يستطيع أن يسرد ملحمة شعرية بدقائق.. لكنه يعجز عن أن يؤثر في نفسية المتلقي ببيت واحد من هذه القصيدة.. والعكس صحيح؛ إذ تجد شاعراً ببيت واحد يقوّم الدنيا ويقعدها.. فقط المزيد من.. (الحوليات) فنحن نبحث عن الكيف تاركين الكمّ للذي يريد أن يخرج بنصف كم؛ فالإنسان ابن بيئته يتأثر ويؤثر.. وهذا كله لا يكون إلا بتلمس بواطن الضعف من لدن الشاعر؛ فهو الأقرب لنفسه والأفهم (في داخل كل شاعر ناقد).. والاطلاع الدائم والرفع من مستوى اللغة وشحذ الذهن لاستنباط معان وصور جديدة؛ فالوقوع في فخ التكرار هو المصيدة التي لم نفق منها حتى الآن؛ ولذا فإن مسؤولية الإقناع الفني لدى الشاعر تتوقف على كيفية الابتكار والإذهال.. حيث ينبغي في الأدوات والعناصر الجديدة أن تكون قادرة على احتواء الدهشة في نفوسنا وخلجاتنا.. ومن هذه النقطة نستطيع أن نصل إلى: (إنما الشعر ما أطرب وهز النفوس وحرك الطباع).

إبراهيم الشتوي

a-alshtwi@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved