بلدية الطائف تؤكد وجود خطة لتنظيم الأحياء القديمة
حي الشعب الأحمر.. عشوائية وشوارع مظلمة

* الطائف - محمد خلف الفعر:
حي عودة (الشعب الأحمر) من الأحياء القديمة في محافظة الطائف، وهذا الحي قريب جداً من المرافق والمنتجعات السياحية.
وقد زارت الجزيرة هذا الحي الذي يعاني أهله الأمرين بسبب العشوائية والحدائق المظلمة وانعدام بعض الخدمات الضرورية؛ ما أجبر بعضهم على البحث عن سكن خارج حيه، فشبكة الماء وشبكة الصرف الصحي والإنارة والتنظيم والتنسيق العمراني أصبح ضرورة لا بد منها.
وعن هذا الموضوع استضفنا فهد بن حمود السفياني وهو أحد سكان الحي حيث قال: إن الحي يفتقر إلى شبكة المجاري والتصريف الصحي؛ ما سبب الروائح الكريهة بالرغم من أن الحي داخل محافظة تعتبر المصيف الأول للمملكة، ونستغرب عدم اهتمام المسؤولين به رغم كثرة الأضرار التي لحقت بالسكان والشكاوى التي تقدموا بها.. ولا تقف معاناتنا عند هذا الحد بل إن الحي قريب جداً من مياه التحلية، ومعظم المساكن لا يوجد بها شبكة تحلية وتعلمون ماذا تشكل هذه الخدمة لسكان الحي. ويضيف السفياني أن الحي يحتاج إلى تواجد دائم لرجال الأمن؛ وذلك لوجود مخالفين لأنظمة الإقامة؛ فهؤلاء يجدون لهم مخابئ في حينا خاصة في ظل وجود الجبال والحدائق المظلمة التي طالبنا بإيقاف أضرارها كثيراً ولكن دون جدوى.. ونحن نطالب من خلال الجزيرة بأن يتم النظر في هذا الحي وبقية الأحياء التي داخل المحافظة وتحتاج اهتماما من البلدية والجوازات ومجلس الحي ومصلحة المياه والصرف الصحي، ويجب أن يكون هناك لجان للكشف على الخدمات بالأحياء خاصة الأحياء القديمة التي خرجت عن اهتمام السفلتة والإضاءة والتحلية وغيرها من الخدمات.
ويضف فهد بن مشعل العبيدي قائلاً: نحن من ينطبق عليهم (لا تؤجل عمل اليوم إلى الليل) وليس للغد وذلك لأن الليل في الحي مخيف وغير آمن؛ فقد شهد الكثير من الجرائم؛ ما أدى إلى معاناة الأهالي وخوفنا ليس على أنفسنا كرجال ولكن الرجل لا يستطيع مغادرة بيته خشية أن يكون هناك متربص له؛ فالسرقة أصبحت أمراً عادياً لا نستغربه ولكن نحشى أن يعتدي هؤلاء اللصوص على أولادنا فأبناء الحي يعرفون أن الخروج في ساعات متأخرة من الليل خطر جداً، وما يشغلنا فعلاً هو أننا على يقين أن المسؤولين على دراية تامة بما يعانيه الحي ولو على الأقل من خلال جرائم المتخلفين، فقد سلكنا جميع الطرق لمحاولة إيجاد الحلول ولكن وضح لنا جلياً أن الحل هو مغادرة الحي، ولكن من يعوضنا ومن يساعدنا على إيجاد سكن؟ وهل سنجد من يشتري بيوتنا وهو يعلم عن مشاكل الحي خاصة أن معظم هذه البيوت شعبية وأهلها لا يتملكون ما يشترون أو يؤجرون به بيوتا في إحياء أخرى.
ويضيف عبدالله القرشي وهو أحد سكان الحي: أساس المعاناة هو العشوائية؛ فالحي يشهد عشوائية وسوءا في التخطيط؛ فالبلدية تهتم بالأحياء الجديدة وتغض الطرف عن الأحياء القديمة، وكأن الموضوع لا يعنيها.. فهل هذا أمر عادي خاصة أن الحي كبير وقديم ويحتاج إلى إعادة تنظيم؟ ولكن البلدية لم تحرك ساكنا مع العلم أن الحاجة ماسة بما تعنيه الكلمة، فأنا أتعجب كيف لسيارة إسعاف أن تنقذ مصابا أو كيف لآليات الدفاع المدني أن تطفئ حريقا في ظل وجود عشوائية فظيعة؟ ولو اعلم أن هناك حلولا أستطيع أن أقدمها لما تأخرت فأنا لست مسؤولا وكلمتي لا تتجاوز صحيفتكم التي تفضلت مشكورة بزيارة للحي الذي غاب عنه المسؤولون وغاب عنه القائمون على الأحياء.. وهذا هو حي شهار ولا يبعد كثيرا وحي المثناه وحي قروى فكلها قريبة ولكن الاهتمام بها أكثر والصيانة دائمة.. ونحن لا نطالب إلا بضرورة منحنا شيئا من الاهتمام خاصة أن الحي كبير ومترامي الأطراف.. والمسؤولون لو أعطوا الحي اهتماما لخففوا الأعباء على الجهات الأمنية التي أصحبت تعاني في مطاردة اللصوص والمجرمين داخل الحي.
وقد شاركنا ثامر عبدالله الذي قال: إن الحي يضم حدائق لم يستفد منها أحد وإن بها آبارا مغطاة بطريقة ضعيفة؛ فهي خطيرة جداً، ولو تم تغطيتها بطريقة صحيحة وتم الاستفادة منها لري هذه الحدائق لكان عين الصواب، أما الحدائق فحدث ولا حرج فهي فعلاً ساحة للمخالفين.
وحول هذا الموضوع أخذنا رأي بلدية الطائف، فقد أوضح مصدر مسؤول بالبلدية أن حي عودة (الشعب الأحمر) من الأحياء التي نشأت في غياب التنظيم, وقد قامت البلدية بإعداد دراسة لتطوير المناطق العشوائية بالمحافظة وتضمنت هذا الحي لمعالجة أوضاع الأحياء العشوائية ومن ثم إيصال الخدمات المختلفة لها بإذن الله. وتقدم البلدية حالياً للحي الخدمات الأساسية من سفلتة للشوارع الرئيسية والنظافة وصحة البيئة.. وسيتم تدعيم هذه الخدمات مع انتهاء تطبيق مشروع الدراسة التطويرية للحي.