Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/12/2006G Issue 12509منوعـاتالخميس 08 ذو الحجة 1427 هـ  28 ديسمبر2006 م   العدد  12509
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

نوافذ
الكراسي
أميمة الخميس

كان هناك لعبة ممتعة نلعبها ونحن أطفال، وذلك عندما ندور بسرعة حول مجموعة من الكراسي، طالما الموسيقي صادحة، لكن حين تتوقف الموسيقي أو الأنشودة فيجب أن يجد كل لاعب مقعداً له، ومن لا يستطع سيخرج خارج اللعبة.
هذه اللعبة تكمن متعتها التي لا تنسى في أعماق الطفولة، كانت تسرب لنا جرعة بسيطة من متعة الكرسي والسلطة والحصول على مكان من خلال اللجوء إلى اليقظة والفطنة، ولكن أيضاً كانت تعلمنا أن المقاعد مؤقتة وطارئة وليس أبدية .
تذكرت هذه اللعبة بعدما قرأت الإحصائية الأخيرة حول نسب الطلاق لدينا في السعودية التي وصلت إلى (25%) أي ربع الزيجات لدينا تنتهي بالطلاق، هذه النسبة المرتفعة بالتأكيد هي مؤشر واضح إلى خلل ما يطوق مؤسسة الأسرة لدينا، هذا إذا اعتبرنا أن النسبة الباقية، في سعادة متكاملة، ولكن بالتأكيد هذا المؤشر يدلنا على أن هناك اضطرابا أو خللا اجتماعيا لربما يعود في معظمه (كما أعتقد) إلى كوننا نعيش مرحلة انتقالية كبيرة على عدد من الأصعدة من بينها الاجتماعي، حيث تتكسر وتتخلخل فيه نمطية العلاقات والروابط التي كانت تقوم بين أفراد الأسرة في السابق وتحميها ضد عوادي الزمان وتقلبات الدهر، لينشأ نوع جديد من العلاقات المستجيبة لطبيعة العصر.
وأعتقد أيضاً أنه آن الأوان أن يشمر علماء الاجتماع المختصون ومراكز البحوث في الجامعات بهدف دراسة هذه الظاهرة وأسبابها ونتائجها، بهدف الخروج بتوصيات أو على الأقل تحليل وتفسير علمي اجتماعي لمسبباتها وانعكاساتها السلبية على المجتمع.
أما علاقة الزواج بالكراسي فكما قلت إن العلاقات النمطية القديمة التي كانت قائمة داخل الأسرة كانت تحدد وتضبط مواقع الجميع من يجلس فوق الكرسي إلى الأبد ومن يجلس على الكرسي الصغير ومن يجلس على الحصير ومن يجلس مثل (المصير على طرف الحصير).
لكن تبعا للصيرورة الزمنية والتغيرات التي طرأت على مجتمعنا بصورة مطردة ومتوالية ولا سيما على المستوى الاقتصادي، وهل الرجل بات هو المسؤول عن إعالة الأسرة فقط أم أن المرأة باتت تحمل جزءا من المسؤولية وبهذا سطت على مساحة من القرار ولو جزء بسيط منه، هل المرأة اليوم تنحصر مسؤولياتها الأسرية في إخراج أعاجيب وأفانين المأكولات من المطبخ، أم أن هناك أيدي آسيوية صغيرة ودوؤبة تقوم بالمهمة بينما السيدة تضع طبقة من الدهان المطري على يديها وهي تتابع التمثيلية التلفازية، وبما أننا وصلنا للتلفاز، ما دور الإعلام المسيطر المهيمن على تكوين الوعي لدى الشباب الذين يدخلون مؤسسة الزواج سواء بالنسبة لترتيب الأولويات أو فيما يتعلق بالواجبات والمسؤوليات التي يقوم بها كل طرف بعيداً عن أحلام حسين فهمي أو دموع نجلاء فتحي, هل يعي الشاب والفتاة قبل دخولهم التجربة أن الزواج مشروع يجب الانخراط فيه بكل الدأب والولاء والحب، لكي تصل به إلى بنيان قوي ومتماسك يكون مظلة أسرية، أي القدرة على لعب لعبة الكراسي بحذاقة وذكاء داخل هذه المؤسسة حيث المقاعد في حالة تغير دائب، وأنها لم تعد في نفس مواقعها السابقة، وفي حال توقف موسيقي الهيام والرومانسية في السنين الأولى يجب الانزلاق في المقاعد بذكاء وفطنة، ولكن مع رغبة في الاستمرار في اللعبة حتى مراحلها الأخيرة.
وأخيراً لابد أن نعي أن لعبة تداول الكراسي داخل العلاقة الزوجية لعبة ممتعة وفرحة بل هي جزء من المودة والرحمة والرابطة القوية التي تقويها الأيام والسنون فقط يجب أن نعي قوانينها وشروطها، ومتى تتوقف الموسيقي ومتى تبدأ من جديد؟.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved