كل يغدو في هذه الدنيا بين فرح وترح وبين حزن يقطع القلوب وألم يعتصر الفؤاد فيوماً تجمع الإخوان والأحباب وتفرق هي الأخرى الإخوان والخلان ولكن مع هذا كله يستوقف الإنسانَ موقفٌ يقف معه عقله وإحساسه وينحت في ذاكرته أمراً يتذكره طوال حياته قد أثر فيه تأثيراً حرك معه ضميره حتى أنه لينظر إلى نفسه فيرى مكانها وأين هي؟...
إنه يوم الأربعاء نهاية عناء أسبوع دراسي قضاه أخوان شقيقان صالحان تقيان - نحسبهما والله حسيبهما - في كلية الشريعة عبدالله وعبدالسلام والثالث الصغير عبداللطيف في الابتدائي الذي طالما انتظر مجيئهما ليذهبوا سوياً إلى رؤية المطر وآثاره وفي طريقهم ذهب الثلاثة إلى جوار ربهم فلم ترَ عيناي مثلهم ولم أرَ في حياتي أبوين صابرين محتسبين مثلهما طالما سمعت والدهم الشيخ عبدالرحمن السويح يردد قوله تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}ذهبوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض خير من الدنيا وما فيها جمعنا الله وإياهم فيها وثبت الله والديهم بالقول الثابت وأسأل الله أن يجزيهما على صبرهما واحتسابهما بيوت الحمد في جنة الخلد، فأقدم هذه المرثية وأسميها: (غداً نلقى الأحبة)...