| |
أضواء ارحموا أطفالكم جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
في الذكرى الستين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أصدرت تقريراً عن وضع الأطفال في العالم للعام القادم 2007م، وتركز التقرير حول ضرورة المساواة بين الجنسين لضمان رفاهية الأطفال. وتفاعلاً مع هذه المناسبة سوف نختار بعضاً من أهم الموضوعات التي تناولها التقرير، ولعل من أهمها العنف الذي يتعرض له الأطفال، ففي كل عام هناك 275 مليون طفل في أرجاء العالم يعلقون وسط وابل العنف المنزلي المتبادل، ويعانون من جميع عواقب الحياة المنزلية المضطربة. وينطوي العنف ضد الأطفال على الإساءة، والأضرار الجسدية والنفسية، والإهمال أو التجاهل، والاستغلال والإساءة الجنسية. وقد يضم مقترفو هذه الأفعال الآباء والأمهات وبعض أفراد الأسرة المقربين الآخرين. وكثيراً ما يعاني الأطفال الذين يبقون على قيد الحياة بعد الإساءة من الأضرار الجسدية والنفسية الطويلة الأمد التي تؤدي إلى إضعاف قدرتهم على التعلم وممارسة النشاط الاجتماعي، وتجعل من الصعب عليهم تحقيق أداء جيد في المدرسة، وإقامة علاقات وثيقة وإيجابية مع الآخرين. أما الأطفال الذين يترعرعون في بيت يسوده العنف فهناك احتمال أكبر أن يعانوا من الإساءة، وذلك بالمقارنة مع الأطفال الذين يحيون حياة أسرية يسودها السلام. وتشير الدراسات المأخوذة من بعض أكبر الدول في العالم الآخذ في النمو، بما في ذلك الصين وكولومبيا ومصر والهند والمكسيك والفلبين وجنوب إفريقيا، إلى وجود ترابط قوي بين العنف ضد النساء والعنف ضد الأطفال. ويمكن أن تكون العواقب السلوكية والنفسية التي يتعرض لها الأطفال نتيجة نشأتهم في بيت يسوده العنف مدمرة بقدر متساوٍ مع تلك العواقب التي تلحق بالأطفال الذين لم يتعرضوا هم أنفسهم للإساءة مباشرة. فكثيراً ما يعاني الأطفال المعرضون للعنف من أعراض اعتلالات الضغوط الشديدة التي تعقب الصدمة أو الألم النفسي؛ مثل التبول في الفراش أو الكوابيس. كما أنهم معرضون لمخاطر أكثر من أقرانهم تتعلق بالمعاناة من أنواع الحساسية والربو ومشكلات معدية معوية والاكتئاب والقلق. وقد يعاني الأطفال، الذين هم في سن الدراسة الابتدائية والمعرَّضون للعنف المنزلي، من المزيد من المتاعب في أداء واجباتهم المدرسية، ويظهرون ضعفاً في التركيز والاهتمام. ومن المحتمل، بدرجة أكبر، أيضاً أن يحاولوا الانتحار، وأن يتعاطوا المخدرات والمشروبات الكحولية. إن حدوث حالات من العنف الجنسي في البيئات المنزلية أمر معروف جيداً. وتشير الدراسات الحديثة إلى مستويات مرتفعة من العنف الجنسي أثناء الطفولة، قد تبلغ 21 في المائة حسب دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في عدة دول؛ حيث تكون الفتيات عرضة لاحتمال حدوث الإساءة لهن أكثر بكثير من احتمال تعرض الفتيان لها. إن العنف الجنسي والعنف المستند إلى النوع الاجتماعي منتشران في المدارس والكليات مع توجيه الكثير من هذا العنف نحو الفتيات.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|