العمل الاجتماعي التطوعي في الدول الغربية
د. أحمد بن عبدالله العجلان

تعرضت في مقالة سابقة للعمل الاجتماعي التطوعي في المملكة العربية السعودية ودوره في التنمية، وبهذا نزجي التحية والتهنئة لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز بتعيينه رئيساً لجمعية الهلال الأحمر السعودي، وهو الشاب المتطلع للتطوير والعطاء. ومن هنا هذه محاولة مختصرة لعرض بعض الإنجازات الأخرى من أجل الاستفادة منها واستثمار المجتمع بشكل إيجابي.
والمتتبع لحركة التطوع في المجتمعات الغربية يجدها أكثر تنظيما وفعالية وديمومة مع أنها قائمة على الفردية (Indvidulism) بخلاف المجتمعات في الدول النامية ومنها العربية المركبة من العائلة والقبيلة.
والدول الغربية تهتم بالتطوع والمتطوعين والدليل على ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية كما تشير بعض المصادر أنشأت إدارة للمتطوعين تعنى بكل ما يتعلق بالمتطوعين، وفي أمريكا عام 1994م تطوع أكثر من 94.2 مليون شخص، وكان معدل ما تطوع به الفرد الواحد 4.2 ساعة أسبوعياً، ومجموع عدد الساعات التي قدمها المتطوعون 20.5 بليون ساعة، علاوة على ذلك كان معدل ساعات التطوع موازيا لعمل 9 ملايين موظف. وفي أمريكا أيضاً بلغ مجموع قيمة ما تطوع به من وقت 176 بليون دولار أمريكي.
أما في المملكة المتحدة على سبيل المثال في عام 2001 هناك منظمتان اثنتان من المؤسسات التطوعية أنفقت 910.000 جنيه استرليني لصالح وخدمة الأفراد الذين يعانون من صعوبات في التعلم ولعائلاتهم أيضاً. وبلغ عدد ساعات التطوع ما يقارب 16 مليون ساعة عمل تطوعي كل أسبوع. وفي عام 1986م بلغ عدد المتطوعين 18 مليونا. وفي دراسة ميدانية في بريطانيا أيضاً أشارت إلى أن 27% من المبحوثين قالوا إنهم يقومون بعمل تطوعي مرة كل شهر على أقل تقدير، وبلغ مجموع التبرع بالمال من قبل المؤسسات المالية في بريطانيا مثل Marks AND Spencer ثلاثة ملايين جنيه استرليني، أيضاً شركة BP بلغ انفاقها في سبيل العمل الاجتماعي التطوعي 2.5 مليون جنيه استرليني. ويوجد عند VSO وهي مؤسسة تطوعية في المملكة المتحدة 2000 متطوع مستعدون للعمل التطوعي في أي وقت وفي أي مكان حول العالم.
إن هذا المقال ليس دعوة (للتقزم) أمام المجتمعات الغربية، بقدر ما هو دعوة إلى الاستفادة من التجارب الأخرى الحديثة في المجتمعات الأخرى، في ظل النهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في جميع المجالات الإنسانية. والله من وراء القصد.