| |
صباحات المطر في وطني رائعة ولكن! منيرة ناصر آل سليمان*
|
|
صباحك مطر يا وطني، أنت أجمل وأروع حين تبلل قطرات الغيث أرضك.. وتفوح روائع عطرك تبلسم جفاف الصدور والأمكنة! لكنه بعض الجَمال قاسٍ ومرهق أحياناً! فحين يجيء هذا الهطل الجميل تكثر الحوادث وتتنوع المشكلات، وفي كل مرة برغم ندرة الأمطار نظننا وعينا الدرس لكنه يجف مع موسم الجفاف! أخطاء كثيرة في البنية التحتية -من الأساس- تساهم في أن تغرق الأحياء!! فضلاً عن الأنفاق والطرقات ولا جديد في هذا الموضوع سوى المزيد من الخسائر في الممتلكات والأرواح وفي مدد قليلة كان يمكن تفاديها بعون الله تعالى ثم بالجهد المخلص والوعي بالمسؤولية وتنبيه الضمائر!! وعدم إلقاء اللوم على الغير والتنصل من المسؤولية، وتقاذف التهم بين المسؤولين كل يحاول أن ينفيها عن نفسه دون أن يستشعر واجبه ويتألم لتقصيره! جاءتني رسالة من أخت فاضلة تحدثت عن أمثلة وبالطبع هي متكررة على مستوى المملكة وفي المدن الكبيرة فضلاً عن الصغيرة البعيدة عن الأعين!! تقول لو رأيت طريق الدمام الجبيل لتملكك العجب فالزحام وصل لامتداد 5كم!! الشارع مزدحم حد الاختناق وقد امتلأ بمياه الأمطار وكأنه بلا تصريف حتى أن المياه تسربت إلينا داخل السيارة! كان الطريق به بعض الإصلاحات التي طالت مدتها قبل المطر بكثير وحين اشتد الهطل وتكاثرت برك المياه أغلقوا الشارع (بعد أن كسروه!! وسدوه) وكتبتوا اللافتة المزعجة دائماً (أعمال صيانة) ثم لا شيء كل يتدبر نفسه! لا مرور ولا شرطة ولا مساعدة من أي مسؤول لفك الاختناقات وتكاثرت الحوادث وأصبح عددها خيالياً!! البعض يخرج بسيارته من مساره باحثاً عن حل فلا يشعر إلا وقد غرق في حفرة أو بركة مياه! سيارات تكاد تتراكم والنفوس بلغ بها العجز مبلغه وما من بادرة لحل سريع أو انقاذ للموقف بتاتاً! وتتابع الأخت ولو رأيت البيوت لوجدتيها غارقة في فيضان عال ومحاصرة بالمياه من جميع الجهات بحيث لا يستطيع أصحابها الدخول أو الخروج! وإذا استمر المطر أكثر من يوم فقط تقاطرت المنازل من الداخل أيضاً- والبيوت حديثة وليست قديمة - مما يعمق المأساة ويجعل أعداد المتهمين تتكاثر وعلى مستويات متنوعة!! تتحدث عن جارتها التي تسكن في بيت مستأجر حديث البناء! فقد أصبح البيت يمطر عليهم! ومن وصفها ظننت منزلهم بلاسقف! فقد كانت كل أسقف الغرف ماطرة! وابتل أثاثها وتلف الكثير منه! الطريف أنهم جميعهم تجمعوا في مكان أقل تقاطراً! لعلهم يحتمون من المطر الذي فاجأهم في عقر دارهم! ولعل من عانى من ذلك يشعر كثيراً بفداحة هذا الأمر! وختمت رسالتها بأنها حين ترى كل هذه (البلاوي) في الوطن حين يشتد المطر تدعو الله تعالى أن يخفف عنا! بعد زوال الخطر! بكل مرونة وأريحية. فالسلامة هي الأهم لديهم! وتخفيف الضغط على الشوارع ما أمكن ذلك.. وأصبح من المتعارف عليه أن تنتظر الإجازة من قبل الناس والتي يعلن عنها وتحدد بالأيام حسب التوقعات طبعاً.. يعلن ذلك في وسائل الإعلام ومهاتفة أولياء الأمور من قبل مسؤولي التعليم في المقاطعة وإبلاغهم بذلك! جميل أن نفيد من تجارب الآخرين ولا نجعل من مسألة الإجازة مزاجاً خاصاً لأولياء أمر الطالب أو حتى من الطالب نفسه لكنه يعتبر غائباً وليس مجازاً من قبل المدرسة وهناك فرق! فماذا عنا نحن والحالة تلك؟ حتى وإن لم تصبح كارثية لكنها بهذا الوضع تصبح أشد لكثرة الحوادث والخسائر والخطر؟! أظن أننا بحاجة لمرونة عالية في مسألة إجازة الطلاب والطالبات وفي الأماكن الأكثر تضرراً فليس بالضرورة أن تجاز كل المدارس في المدينة نفسها! بل المناطق المتضررة فقط.. ملاحظة أخرى للإفادة من تجارب الآخرين وهي الإعلان في المذياع عن الشوارع المتضررة التي أغلقت لحادث مثلاً أو تضررت من المطر وغيرها من الأسباب واقتراح منافذ بديلة للوصول السريع الآمن بإذن الله تعالى من قبل المواطنين بدلاً من تراكم السيارات وتعطل الموظفين والسائرين بسياراتهم لأي حادث وإن كان بسيطاً. ما أكثر الأماني!! مرة أخرى صباح المطر ياوطني وأنت أبهى وأجمل دائماً!
(*) أمريكا
marrfa@hotmail.com |
|
|
| |
|