لجنة توعية الحجاج.. شكراً
محمد بن إبراهيم بن سعود السبر

تحتضن المملكة العربية السعودية ملايين الحجاج الذين أتوا من كل فج عميق لحج بيت الله العتيق ويؤدون ركنهم الخامس ملبين نداء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام قال تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}.
وخدمة ضيوف الرحمن من أعظم الفضائل وأكرم الهبات والنوائل التي اختص الله بها بلاد الحرمين الشريفين وشرفها بها، فهي منبع الرسالة ومهبط الوحي ومولد محمد- صلى الله عليه وسلم- ومنذ أن قامت هذه الدولة المباركة وهي ترعى الحرمين الشريفين إعماراً وصيانة وتطويراً وخدمة للحجاج ببناء المرافق وشق الطرق وتجهيز الإمكانات التي تجعل الحاج يؤدي عبادته في يسر وسهولة وأمن وراحة وهذا - ولله الحمد - شهد به القاصي والداني وأقر به المحب والجافي..
إن خدمة المملكة العربية السعودية للحجاج والمعتمرين ليست في مجال واحد فحسب بل هي في مجالات عدة، لعل من أهمها توعية الحجاج وتبصيرهم بنسكهم وأمور دينهم وتنقية عباداتهم من الشوائب والبدع والخرافات ذلك أن بعضاً من الحجاج والعمار والزوار يفدون بأعداد هائلة من ثقافات متعددة وبيئات مختلفة وبما يحملونه من اعتقادات وبدع وخرافات أورثها الجهل بالعقيدة والفهم الخاطئ للعبادات والبعد عن الدين.
ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن طريق لجنة توزيع المطبوعات الدينية على الحجاج تقوم بجهود توعوية وتوجيهية لإخواننا الحجاج والمعتمرين والزوار وغيرهم حيث تمثلت تلك الجهود في توزيع المصحف الشريف والمطبوعات الإرشادية والكتيبات المفيدة في العقيدة والفقه والأخلاق وأمور شتى يحتاجها الحاج في أداء عبادته ومناسكه وسائر أمور دينه.. وقد آتت هذه الجهود - والحمد لله - أكلها وثمارها بين الحجاج دعوة إلى التوحيد ونشراً للعقيدة الصحيحة وإرشادا لكيفية أداء الحج على الطريقة الصحيحة..
وما كتاب الحج خطوة بخطوة الذي أعده الشيخ الفاضل طلال بن أحمد العقيل وقدم له معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ إلا أنموذج من النماذج الكثيرة لجهود اللجنة في إعداد وتوزيع المطبوعات على حجاج بيت الله الحرام في المنافذ البحرية والجوية والبرية وبلغات شتى.
كما أشيد في هذه العجالة بالجهد التوعوي الإعلامي المتميز الذي تقوم به الوزارة في هذا الشأن عن طريق البرامج المرئية والمسموعة والمقروءة التي تفقه الحاج وتربطه بربه وتبصره بأمور دينه.
والمأمول أن تستمر مثل هذه الجهود وأن يتعاون الجميع معها لتحقق رسالتها وهي الدعوة إلى الله على بصيرة وبالحكمة والموعظة الحسنة.
بارك الله في جهود بلادنا في خدمة الحرمين الشريفين وسدد على طريق الخير خطاها.