| |
دمشق: العزلة انتهت والقوى الكبرى أدركت ضرورة العمل معنا موسى يحذر من التصعيد على الساحة اللبنانية والمعارضة تواصل اعتصامها
|
|
* بيروت - دمشق - الوكالات: حثّ الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس السبت، القادة اللبنانيين على التفاوض لإخراج لبنان من الأزمة السياسية، وذلك في ختام وساطته بين الغالبية النيابية المناهضة لسوريا والمعارضة. وقال موسى خلال مؤتمر صحافي (أطالب القيادات اللبنانية بإقامة الاتصالات اللازمة في ما بينهم، فهم قبل كل شيء وبعد كل شيء لبنانيون). ورفض موسى الحديث عن فشل وساطته الثالثة التي بدأها الثلاثاء قائلاً: (لم يحدث نجاح في لبنان كما أننا لم نفشل). وأضاف أن الجامعة العربية عرضت على القيادة اللبنانية مقترحات هادفة إلى حل كل مواضيع الخلاف. وقال (هناك قبول لبعض النقاط وتردُّد للبعض الآخر). وقال إنه كان يأمل في أن تحقق هذه المقترحات اختراقاً في الأزمة، لكنه أشار إلى أنّ (الاتصالات مقطوعة) بين الفرقاء اللبنانيين، ما يجعل من الصعب التوافق. من جهة أخرى حذّر موسى من تصعيد الوضع في لبنان. وقال (تولَّد لديّ الانطباع بأنّ هناك نوايا للتصعيد، وهذا سيكون أمراً خطيراً بالنسبة للبنان). وأضاف أنّه (منعطف خطير حاولت الجامعة ألاّ تجعله أخطر لكن لا يزال هناك احتمالات أن يكون أخطر). وتابع (على الفرقاء إعادة النظر في مواقفهم). وكان رئيس (تيار المردة) الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية هدد أمس الأول بأنّ (هناك المطار والطرق الرئيسية والمرفأ والعصيان المدني وكل شيء سنقوم به بعد الأعياد ضمن الأطر الديموقراطية). وتواصل المعارضة اللبنانية بقيادة حزب الله اعتصامها المفتوح في وسط بيروت مطالبة بإسقاط الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة والتي تعتبرها (غير شرعية) إثر استقالة ستة وزراء منها قريبون من سوريا في منتصف تشرين الثاني - نوفمبر. وفي المقابل، تتهم الغالبية النيابية المناهضة لدمشق المعارضة بالسعي إلى عرقلة مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. من جهة أخرى قال موسى (اتصالاتنا ستظل قائمة، وسوف نرى ما يمكن عمله بعد الأعياد)، مؤكدا أنّ الجامعة العربية (عملت على أن تبقى من مسافة واحدة من جميع الفرقاء).وكان موسى قد التقى أمس الأول بعض الفرقاء اللبنانيين، وصرح عن تحركه: (دخلنا في التفاصيل وفي التفاصيل تكمن الشياطين). لكنه نفى (وجود عُقد تحول دون حل الأزمة). من جهته أكد الموفد الرئاسي السوداني مصطفى عثمان إسماعيل خلال المؤتمر الصحافي أنّ (المعارضة ملتزمة بالهدوء والتهدئة طيلة فترة الأعياد تجتمع بعدها وترى ما تفعل). وأشار إلى أن المعارضة تؤيد بقوة المبادرة العربية وتطلب عودة موسى مرة أخرى إلى لبنان، كما أنهم (يريدون أن يكون الحل عربياً وليس شيئاً آخر). وفي الشأن السوري .. اعتبر نائب رئيس الوزراء السوري عبد الله الدردري في مقابلة نشرتها صحيفة (فايننشال تايمز) أمس أنّ عزلة سوريا دولياً انتهت وأن القوى الغربية أدركت ضرورة العمل مع دمشق. وقال الدردري إنّ (الناس أدركوا في العواصم الغربية أنهم إذا أرادوا أن يكونوا نافذين في الشرق الأوسط، فلا يمكن تجاهل دمشق) .. مؤكداً أن (العزلة السياسية السابقة لسوريا قد انتهت). وأضاف (العزلة لم تعد قائمة). ولا تزال العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا متوترة لكن اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين أحدهما جون كيري المرشح السابق للرئاسة زارا دمشق هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار الدردري في المقابلة مع الصحيفة البريطانية إلى أنّ الولايات المتحدة كانت تقوم في السابق بتقديم لائحة مطالب إلى سوريا لإنهاء ممارسات مختلفة بدلاً من التحاور حول مواضيع ذات اهتمام مشترك .. معتبراً أن هذا الموقف أظهر عدم فاعليته. وقال (هذا الأمر لم ينجح في نيسان - إبريل 2003م بعيد اجتياح بغداد. وإذا كان هذا الأمر لم ينجح في تلك الفترة في أوج النفوذ الأمريكي في المنطقة، فإنّه لن ينجح الآن) مؤكدا على أن الأولوية بالنسبة لسوريا هي ضمان استعادة هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967م. وقد رفض الرئيس الأمريكي جورج بوش حتى الآن الدعوات إلى إجراء محادثات مباشرة مع دمشق التي تتهمها واشنطن بالسماح بدخول مسلحين إلى العراق وتقويض الديموقراطية في اللبنانية عبر تمويل وتدريب المقاومة اللبنانية.
|
|
|
| |
|