| |
أضواء وفاة آخر أباطرة الحكم جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
الرئيس التركماني صابر مراد نيازوف الذي توفي قبل أيام بنوبة قلبية عن عمر ناهز الستة والستين عاماً، يعد آخر (الأباطرة الرؤساء) إن صح التعبير، فهذا الرئيس الذي لا يعرف من خارج بلدان الستار الحديدي سابقاً حالة نادرة، وشخصية استثنائية تحمل كل التناقضات المعروفة التي يرتكبها رؤساء الدول الموغلين في الدكتاتورية. صابر مراد نيازوف هذا وبسبب أفعاله الغريبة يشبه حاكماً ودكتاتورياً آخر تذكر كتب التاريخ قصصاً عنه من غرابتها يعتبرها كثير من المحدثين قصصاً مختلقة، فالحاكم الذي حكم مصر (قراقوش) كان يصدر (فرمانات) وأحكاماً قضائية تثير الغرابة والسخرية رغم قساوتها، ونتيجة أفعاله كان قراقوش موضوعاً رئيسياً لنكات المصريين التي لا يزال المصريون يتداولونها حتى الآن. صابر مراد نيازوف الذي بدأ حياته السياسية شيوعياً بلشفياً، ونتيجة ذلك انتخبته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في تركمانستان إحدى الجمهوريات السوفياتية (السابقة) وظل صابر مراد نيازوف رئيساً طوال أكثر من عشرين عاماً لهذه الجمهورية الإسلامية حتى بعد استقلالها بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، ثم نصب نفسه بقرار رئاسي رئيساً مدى الحياة، ثم أطلق على نفسه لقب (أبو التركمانيين) ثم أصدر (فرماناً) أجبر بموجبه جميع سكان تركمانستان على حلق ذقونهم وشواربهم، وبعدها منع سماع وتداول أي موسيقى أو أغانٍ، إلا الأغاني التركمانستانية، وأخيراً أصدر قراراً جمهورياً بإطلاق أسماء أبنائه على أيام الأسبوع. هذا الدكتاتور القراقوشي، ختم حياته بنهاية غير متوقعة، فبالرغم من أنه كان يتمتع بصحة جيدة، وبنيان جسدي جيد، ويسهر على رعايته الصحية فريق من الأطباء الألمان، حيث كان لا يثق بالأطباء التركمانستانيين، إلا أنه ورغم كل الاحتياطات، وافته المنية بعد إصابته بنوبة قلبية مفاجئة، حسب البيان الرسمي الذي أعلن وفاته، في حين يتداول أهالي العاصمة عشق أباد أن صابر مراد نيازوف مات مسموماً، وأنه مات في تاريخ قبل الذي أعلنه البيان الرسمي، حيث أخرت إعلان وفاته إلى حين ترتيب أمور الحكم الذي ذهب إلى شخص لا يحدده الدستور، فقد كان مقرراً أن يكون رئيس البرلمان رئيساً مؤقتاً إلى حين انتخاب رئيس، ولكن رئيس البرلمان اتهم قبل إعلان الوفاة بقضية جنائية، وعين بدلاً منه قربان قولي بردي محمدوف، كما أن رئيس ماليته صابر مراد نيازوف الذي يشرف على مصاريف الرئيس وحساباته وأرصدته في مصرف دوتشة الألماني اختفى هو الآخر مما يشكك بأن (تسميم التركمان باشي)، يعني قتل (أبو التركمان)، كان بفعل فاعل للاستيلاء على المليارات من الدولارات الأمريكية التي كان أبو التركمان قد سرقها من أبنائه التركمان.. الذين صبروا كثيراً على رئيسهم الذي من السخرية أن اسمه الأول كان صابر..!!
|
|
|
| |
|