| |
فيتامينات إدارية إدارة التنوُّع ... العمر والجنس منذر جبق
|
|
يمثل العمر والجنس والعرق والأثنية والدين والخلفية الاجتماعية والاقتصادية والإعاقة الجسدية والتعليم والخبرة والشكل الخارجي، وغيرها من الصفات الإنسانية، عوامل التنوُّع والتعدُّد الأكثر شيوعاً داخل المنظمات والمجتمعات ويمثل العمر أحد الجوانب الهامة لها، فمع ارتفاع متوسط الأعمار في الدول المتقدمة إلى ما فوق 70 سنة وانحدار متوسط عدد أفراد العائلة، نجد أنّ العديد من الدول خصوصاً الأوروبية أصبحت أو هي على الطريق لتصبح مجتمعات كهلة بالمفهوم السائد الآن، حيث من المتوقع مثلاً أن يكون لدى بعض دول أوروبا وأمريكا أكثر من 30% من السكان فوق عمر الـ65 عاماً بحلول عام 2030م. ونحن طبعاً نسير باتجاه النمط نفسه، وهذا يفرض متطلّبات مختلفة عن الأنماط التي كانت سائدة قبلاً من احتياجات وتطلّعات وتصرفات. ولكن في المقابل يعني أننا نتجه لنرى الكهول وما اتفقنا على تسميته كبار السن زملاء لنا في المكتب المجاور نتعامل معهم يومياً ونرسل لهم البريد الإلكتروني ويأخذون القرارات المتعلقة بالعمل وهذه إحدى سمات العولمة والاقتصادات القائمة على المعرفة وأحد العوامل التي تجسِّد التنوُّع داخل بيئة العمل. ونفس الشيء بالنسبة للجنس من القوى العاملة، فمع أن النساء الآن يمثلن أكثر من 50% من الأيدي العاملة في أكثر المجتمعات ويخلقن تنوعاً في الإمكانات والقدرات، ما زلنا نرى فروقات في المداخيل بين النساء العاملات والرجال في العديد من الوظائف، مع أنّ عدداً من الدراسات الهامة أثبتت قدراتهن العالية ومهاراتهن في العديد من المجالات بما يفوق تلك التي يملكها الرجال. وقد يكون هذا التنوع داخل القوة العاملة مصدراً للوصول إلى الأفضلية التنافسية ولمساعدة العملاء على تقديم خدمة أفضل ومنتجات أكثر جودة فالتعدد الثقافي وتنوع وجهات النظر والوسائل لمواجهة المشاكل واقتناص الفرص التي يقدمها هذا التنوع يمكن أن يحسن الأداء الإداري واتخاذ القرار لدى المنظمة، والظاهر أن تزايد التنوع والتعدد داخل القوة العاملة للمنظمة يقابله تنوع وتعدُّد للعملاء أنفسهم. ومن هنا تأتي أهمية إزالة العوائق القائمة أمام إدارة هذا التنوع وامتلاك أو تطوير السلوكيات والقيم والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات المرافقة لهذا التنوع. إنّ فهم كل من عوامل التنوع التي ذكرتها بداية المقال ليس عملاً سهلاً كما يعتقد البعض، لأنّ الكثير من التمييز غير الواعي والتفرقة غير المقصودة في المنظمات ذات التنوع العمالي قد يخبئ الكثير من المفاجآت وعلى المديرين أن يرفعوا درجة الحساسية لديهم لتأثيرات التنوع لدى منظماتهم سواء على الصعيد الشخصي لبث الرسالة داخل المنظمة أو البحثي لمعرفة ونشر المعلومات حول التنوع، وأخيراً على صعيد القدرة على اتخاذ القرارات وتسخير القدرات بشكل فعلي لتحويل التنوع إلى أحد موارد التميز لدى المنظمة.
عيادات ديرما - mj@derma-clinic.com |
|
|
| |
|