| |
خادم الحرمين والزيارة التاريخية لعمان
|
|
تندرج زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود إلى سلطنة عمان اليوم في سلسلة الزيارات والجولات التي يقوم بها المليك من حين لآخر لتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية في إطارها الخليجي والعربي والدولي، والتزاماً بالسياسة الخارجية السعودية المعروفة بالهدوء والاتزان والقائمة على مبدأ التشاور والتنسيق مع الأشقاء الخليجيين والعرب في شتى المجالات والقضايا المعاصرة, ونطراً لما تحتله المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في الفضاء الخليجي والعربي من أهمية وتأثير استراتيجي, فإن هذه الزيارة ستسهم في توثيق العلاقات الثنائية والأخوية بين أشقاء الخليج خصوصاً أنها تأتي في أعقاب انعقاد قمة الشيخ جابر الخليجية التي استضافتها مدينة الرياض وصدر عنها عدد من القرارات الرافدة والداعمة لمسيرة التعاون الإقليمي الخليجي التي تتطلب المزيد من اللقاءات والمشاورات بين القادة الأشقاء لترجمتها على أرض الواقع في الخليج وتحويلها إلى معطى ملموس قريب من متناول أيدي أبنائه, وهذا ما يظفي على الزيارة الملكية إلى عمان بعداً تاريخياً وسيضيف دوراً مهماً في توطيد العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية بين البلدين وستنعكس إيجاباً على مسيرة التعاون الخليجي ومشاريع اندماجه الكامل ككتلة إقليمية موحدة وثابتة تنتهج الإصلاح التدرجي والتنسيق الثنائي نموذجاً لمسايرة تطورات العصر وتحديات التكتلات الدولية والعولمة, كما أن الظرف الدولي والعالمي الحالي يظفي على هذه الزيارة من الأهمية الشيء الكثير؛ فنظراً للتقارب التاريخي في وجهات النظر بين قادتي البلدين حول الكثير من القضايا الإقليمية والدولية والمبني على درجة متساوية من الاعتدال والالتزام بالمبادئ والقيم السياسية فلابد من أن يكون لهذا اللقاء الخليجي المبني على الدبلوماسية الثنائية بين القيادتين نتائج إيجابية تعزز مكانة المجلس الخليجي في إطاره الخليجي والعربي في مواجهة الكثير من الأخطار والمهددات الإقليمية والدولية التي تعج بها الساحة العربية وأصبحت تؤثر على الدول الخليجية بشكل مباشر وذلك ما يتطلب موقفاً خليجياً موحداً في كثير من القضايا والأحداث التي أصبحت تهب على المنطقة الخليجية والعربية من حين لآخر كرياح السموم.
|
|
|
| |
|